أعلنت القيادة العسكرية الأميركية الوسطى أنها تمكنت من إسقاط أربع طائرات مسيرة تابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين) في منطقتين مختلفتين بالبحر الأحمر وخليج عدن. وقد تفقد وزير البيئة اليمني موقع غرق السفينة “روبيمار” الذي تم استهدافه من قبل الحوثيين في فبراير الماضي. أكد بيان من القيادة الأميركية أن تلك الطائرات المسيرة كانت تمثل تهديدًا للقوات الحلفاء والسفن في المنطقة، لكنه لم يشير إلى وجود إصابات أو أضرار. في الوقت نفسه، زار وزير المياه والبيئة اليمني مع عدد من المسؤولين موقع الحادث لتقييم الموقف والمراقبة الدقيقة لتحديد ما إذا كانت المبيدات والأسمدة تسربت إلى المياه.
تفصيل الوضع، تجدر الإشارة إلى أن السفينة “روبيمار” غرقت بعد أسابيع من تعرضها لهجوم بصاروخ باليستي أطلقته جماعة الحوثي، مما أدى إلى تعرضها لإصابات خطيرة وغرقها تدريجيًا. وفي الثالث من مارس، حذرت القيادة الأميركية من مخاطر بيئية ناتجة عن تسرب 21 ألف طن من سماد كبريتات فوسفات الأمونيوم الذي كانت السفينة تحمله. ويجدر الذكر أن السفينة كانت تحمل شحنة من السماد قد يكون له تأثير سلبي على البيئة المحيطة.
تعرضت سفينة الشحن “روبيمار” لهجوم بصواريخ بحرية من قبل الحوثيين في فبراير الماضي، مما أدى إلى تضررها بشكل كبير وغرقها في البحر الأحمر. وفي إطار التصعيد الذي شهدته المنطقة، استهدف الحوثيون سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها تعبيرًا عن تضامنهم مع قطاع غزة الذي يواجه حرباً مدمرة منذ سبعة أشهر. وقد أعلنت الحوثيون أن كل السفن الأميركية والبريطانية أصبحت أهدافًا لهم، مما يثير حالة من التوتر والخوف في المنطقة.
على صعيد آخر، وفي العاصمة اليمنية صنعاء، خرج الآلاف في مظاهرة دعمًا لمليشيات الحوثي، مطالبين بوقف الحرب ورفع الحصار عن البلاد. كما ندد المتظاهرون بالتدخل الأميركي في الشؤون الداخلية لليمن، مؤكدين على حقهم في الدفاع عن سيادة بلادهم. وفي هذا السياق، دعا الحوثيون إلى إنهاء العمليات العسكرية ضد اليمن بالكامل ووقف التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، والتي تشن حملة عسكرية في البلاد منذ عدة سنوات.
في النهاية، تبدو الأوضاع في اليمن متشابكة ومعقدة بفعل التداخل الخارجي والمقاومة الداخلية. وعلى الرغم من الجهود الدولية لتحقيق السلام وإنهاء الحرب، يبقى الوضع مستقربًا ومتأزمًا في الوقت ذاته، مما يتطلب تنسيق جهود جميع الأطراف المعنية ووقف التصعيد لاستعادة الاستقرار والسلام في البلاد.
