زادت الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، حيث انتشرت بشكل سريع من جامعة كولومبيا في نيويورك إلى عدة ولايات أخرى مثل تكساس وكاليفورنيا. تمثلت هذه الاحتجاجات في تنظيم مخيمات وتظاهرات تطالب بتحرير غزة ووقف الحرب وتعليق التعاون مع إسرائيل وسحب الاستثمارات الأميركية الداعمة للنظام الإسرائيلي. وهذه الاحتجاجات أدت إلى إغلاق الحرم الجامعي وتعليق الدراسة في عدة جامعات.
ظهرت محاولات استغلال سياسي للأحداث، حيث اتهمت بعض الفئات الجامعية الجامعات بتشجيع الترهيب وخطاب الكراهية ومعاداة السامية. زادت التوترات بظهور رئيس مجلس النواب مايك جونسون في جامعة كولومبيا منتقدا التجمعات وداعيا البيت الأبيض إلى اتخاذ إجراءات حاسمة. كما حث أعضاء من الكونغرس الجمهوريين إدارة جو بايدن على استدعاء الحرس الوطني لقمع الاحتجاجات.
تدخلت الشرطة وقامت بعمليات اعتقالات بحق الطلاب المشاركين في الاحتجاجات في عدة جامعات، حيث تم اعتقال العشرات منهم بتهمة التعدي على ممتلكات الغير وتعطيل الحرم الجامعي. وقامت الشرطة أيضا باعتقال طلاب في جامعات مختلفة وفرضت قيود على عدة جامعات للحفاظ على الأمن ومنع التجمعات غير القانونية. تم توجيه انتقادات للاعتقالات القاسية من قبل بعض السياسيين والنواب الديمقراطيين.
أعلن البيت الأبيض دعمه لحرية التعبير في الجامعات الأميركية، مؤكدا أهمية التعبير بطريقة سلمية وندد بمعاداة السامية وأكد على ضرورة مواجهة خطاب الكراهية. كما حاول البيت الأبيض التوازن بين دعم إسرائيل وحقوق الطلبة للتعبير والاحتجاج، مما أدى إلى انقسام في الرأي العام بشأن كيفية التعامل مع هذه الأحداث.
تصاعد الانقسام حول المظاهرات بعد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي وصف الاحتجاجات بأنها معادية للسامية ودعا إلى وقف هذه الأعمال دون تسامح. زادت تصريحاته من حدة الجدل وزادت التوترات حول هذه القضية. ويواجه القيادة الأميركية تحديا بين دعم إسرائيل وحق الطلاب في التعبير، مما يجعل الأوضاع أكثر تعقيدا في ظل تصاعد الانقسام بين الأطراف المتصارعة.