وأظهرت تقارير وزارة التنمية الاجتماعية في ولاية الخرطوم أن هناك إفقارا ممنهجا لجميع فئات الشعب، حيث يحتاج حوالي 98% من السكان في الولاية إلى دعم بما في ذلك الغذاء والدواء والدعم النفسي خاصة للأطفال والنساء. وتم التأكيد على وقوع حالات مروعة من الجوع في مناطق كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع والتي تمت استعادتها مؤخرًا من قبل الجيش السوداني.
وفيما يتعلق بالوضع الإنساني في الخرطوم، وصف المدير العام للوزارة الأوضاع بأنها متأرجحة بين الاستقرار النسبي ونقص الغذاء في أوقات أخرى. وأشار إلى أهمية وصول قافلات الدعم من الجهات الحكومية والمنظمات للولاية لضمان وصول المواد الضرورية للمواطنين، خاصة مع زيادة الرقعة الجغرافية تحت سيطرة القوات المسلحة.
كما ذكر المدير العام أن هناك ارتفاعًا في أسعار السلع الأساسية في السوق، خاصة في مدينة أم درمان، إلا أن توفرها وإمكانية الوصول إليها هو الأمر الأهم على الرغم من غلاء الأسعار. وأكد أن هناك تحديًا في توزيع المواد الغذائية حيث يتم توزيعها فور وصولها، وكانت المساعدات التي وصلت أقل من الاحتياج الفعلي.
وحذرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي من أن الحرب في السودان قد تؤدي إلى خلق أكبر أزمة جوع في العالم، حيث ارتفعت معدلات الجوع وسوء التغذية الحاد في السودان منذ اندلاع الصراع. وأظهرت الإحصائيات أن 18 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد داخل البلاد، ويرجع ذلك إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة كبيرة.
وأوضحت التقارير أن السودان يشهد نقصاً كبيراً في الإمكانيات الغذائية، حيث كان هناك حالات شديدة من الجوع دفعت ببعض الأشخاص إلى تناول أي شيء يتحرك، بما في ذلك القطط. وقد أنقذ طبيب ناج حالات من الموت بسبب الجوع في منطقة بانت شرقي أم درمان باستخدام العلاج الوريدي، مما يعكس الوضع الصعب الذي يعاني منه الناس في هذه المناطق.
وأشارت التقارير إلى أن هناك حاجة ملحة للمساعدات الإنسانية في الخرطوم، حيث يستمر نقص الغذاء والمواد الأساسية في التفاقم وسط تزايد الحاجة للمساعدة والدعم من أجل إنقاذ حياة السكان الذين يعانون من الجوع وسوء التغذية.















