اكتشف العلماء وجود الثقوب السوداء، وهي أجسام فضائية غامضة تتمتع بجاذبية هائلة تمنع حتى الضوء من الخروج منها. بدأ البحث بهذا الشأن مع نظرية النسبية العامة لألبرت أينشتاين، التي واجهت صعوبة في تفسير بعض السيناريوهات المعقدة. ولكن الرياضي الألماني كارل شفارتسشيلد نجح في تطوير الحل الدقيق الأوّل لمعادلات النسبية العامة التي وضحت أن الأجسام تحدث انحناءات في الزمكان تتناسب مع كتلتها.
واقترح الفيزيائي الأمريكي جون ويلر تسمية هذه الأجسام بـ”الثقوب السوداء”، واكتشافات لاحقة أظهرت تنوعًا في أحجام وأنماط الثقوب السوداء، بدءًا من الثقوب النجمية التي تتكون من بقايا النجوم المنفجرة، وصولًا إلى الثقوب الفائقة في مراكز المجرات الضخمة. ومن ثم تم تقسيم الثقوب السوداء إلى نوع متوسط ينجم عن اصطدامات بين الثقوب الفائقة، ونوع بدائي قد تشكل في اللحظات الأولى بعد خلق الكون.
الثقوب السوداء الفائقة تعتبر ضابطة إيقاع المجرات وتحتفظ بكتلة هائلة تزداد بالآف الضعف عن كتلة الشمس، بينما الثقوب السوداء النجمية يشكل معظمها من بقايا النجوم الضخمة. والثقوب السوداء المتوسطة تنشأ من اصطدامات بين الثقوب السوداء الفائقة، وأيضًا تم توجيه البحث نحو الثقوب البدائية التي تعتبر مواليد اللحظات الأولى من خلق الكون ولا تزال قائمة على تفسير دورها في تطور الكون. تلك الأجسام السماوية المثيرة تبقى غامضة وتثير تساؤلات واسعة في عالم الفلك.
