أظهرت كاميرا الجزيرة آثار القصف الذي تعرضت له مدرسة تابعة للأونروا والتي كانت تؤوي نازحين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. وقد أسفر هذا القصف عن استشهاد 6 فلسطينيين وإصابة آخرين، حيث كان معظم الضحايا من الأطفال والنساء وكبار السن. وقد وثقت الشهادات لقصص مأساوية من داخل المدرسة، حيث نفوا مزاعم الاحتلال بأن مراكز الإيواء مناطق آمنة للمدنيين والنازحين بعد الطلب منهم إخلاء منازلهم.
وفي ظل هذه الأحداث الصادمة، يبدو بوضوح أن السكان المدنيين في قطاع غزة يعانون من العواقب الوخيمة للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة. فقد تظاهر العديد من الفلسطينيين احتجاجاً على هذه الهجمات القاسية التي تستهدف الأبرياء وليس الجماعات المسلحة التي يزعم الاحتلال استهدافها.
وتجلى هذا بوضوح في الانتفاضة الشعبية التي شهدتها المنطقة في الأيام الأخيرة، حيث انتفض الأهالي ضد الاحتلال وطالبوا بوقف الهجمات وحقوقهم الإنسانية المشروعة. ويعكس ذلك حجم اليأس والغضب الذي يشعر به الفلسطينيون تجاه الوضع الراهن في القطاع مع استمرار حصاره من قبل إسرائيل وتفاقم الأوضاع الإنسانية.
وقد أثارت المأساة في مدرسة الأونروا غضباً عارماً في الشارع الفلسطيني ولافتات الاستنكار تملأ الشوارع تنديداً بالقصف الإسرائيلي الغاشم الذي يستهدف الأبرياء بدون رحمة. ويتساءل الكثيرون عن دور المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية في وقف هذه الأعمال الوحشية وحماية الشعب الفلسطيني من الانتهاكات اليومية التي يتعرض لها.
إن الحاجة لوقف التصعيد وإيجاد حل سياسي عادل وشامل للقضية الفلسطينية تبدو واضحة أكثر من أي وقت مضى، فلا يمكن للشعب الفلسطيني أن يواجه وحده تلك الهجمات القمعية والاعتداءات المستمرة عليه. على الدول العربية والعالمية أن تتخذ خطوات عاجلة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي واحترام حقوق الإنسان والعدالة الدولية.















