في تصريحاته الأخيرة، انتقد المفوض العام لـ وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، اسرائيل ودعا مجلس الأمن الدولي للتحقيق في التجاهل الصارخ لعمليات الأمم المتحدة في غزة. تأتي هذه الانتقادات بعد مقتل مئات من موظفي الأونروا وتدمير مبانيها. كما أشار تقرير مستقل إلى مشكلات تتعلق بالحيادية في الوكالة، وخاصة فيما يتعلق باستخدام موظفيها لشبكات التواصل الاجتماعي.
على الرغم من إقراره ببعض النقاط في التقرير، أكد لازاريني أن الاتهامات تهدف في المقام الأول إلى تجريد الفلسطينيين من وضع اللاجئ، مما يحمل ضغوطًا لعدم وجود الأونروا في غزة والقدس الشرقية والضفة الغربية. الأونروا تأسست في عام 1949 لمساعدة الفلسطينيين الذين فقدوا منازلهم في الصراع العربي الإسرائيلي عام 1948، وتقدم خدمات لنحو 5.9 مليون لاجئ مسجل حاليًا.
لازاريني دعا مجلس الأمن الدولي إلى إجراء تحقيق مستقل ومساءلة بشأن التجاهل الصارخ لمباني الأمم المتحدة وموظفيها. وأشار إلى الضرر الهائل الذي لحق بمباني الأونروا وموظفيها، مما يتطلب إجراءات لتحقيق العدالة والمساءلة. الأزمة بدأت بعد هجوم من حركة حماس على الأراضي الإسرائيلية، مما أدى إلى اندلاع الحرب في غزة ومقتل عدد كبير من الأشخاص.
إسرائيل اتهمت الأونروا بتوظيف إرهابيين وانخراطها في الصراع بشكل مباشر، مما أدى إلى تجميد تمويلها من قبل عدة دول مانحة. على الرغم من ذلك، تم استئناف تمويل الأونروا من قبل بعض الجهات المانحة الرئيسية بعد الضغوط الدولية، مثل الدول الإسكندنافية واليابان وألمانيا وفرنسا وكندا. يعاني سكان قطاع غزة من كارثة إنسانية وفقدان للموارد الأساسية، مما يجعل دعم الأونروا أمرًا حيويًا.
لازاريني أعرب عن أسفه لتجميد الأموال التي كان من المزمع تقديمها للأونروا بسبب الاتهامات، مشددًا على ضرورة استئناف التمويل لمواجهة الأزمة الإنسانية في غزة. في هذا السياق، أشار البيت الأبيض إلى ضرورة تحقيق تقدم حقيقي قبل استئناف التمويل الأميركي المعلّق. من جانبها، أكدت الولايات المتحدة أنها ستباشر قريبًا بناء ميناء عائم لتسهيل تسليم المساعدات الإنسانية لسكان غزة.
