تشير الدراسات والتحليلات إلى أن النظام العالمي يمر حاليًا بمرحلة تعدد الأقطاب، حيث يدخل فيها البلاعب من خارج الإطار الدولي بقوة، مما يؤدي إلى تغيير ديناميكية النظام العالمي. ففي العقود الماضية، شهد العالم صراعًا بين القوى العظمى، مثل الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، وهذا الصراع أدى في نهاية المطاف إلى سقوط الاتحاد السوفياتي، مما دفع بالولايات المتحدة إلى مركز الثقل في النظام العالمي كمرحلة أحادية.
يتألف النظام العالمي من قيادات تديرها وتغيرها بناءً على اتفاقات وتنسيق بين القوى الرئيسية. وعندما يدخل لاعب جديد إلى نادي الأقوياء، فإنه يؤثر بشكل كبير في القوانين الداخلية لهذا النادي، مما يؤدي إلى صراعات دموية أحيانًا. ومن الملاحظ أن الاتحاد السوفياتي كان إمبراطورية تحت غطاء إيديولوجي جديد، في حين كانت الولايات المتحدة تحكم النظام العالمي بقوة، وتسعى للحفاظ على الاستقرار والستاتيكو.
تعتمد الترتبيات في النظام العالمي على عناصر القوة لكل دولة، وتعتبر المؤسسات الدولية عاملاً مهمًا في امتصاص التوترات بين الدول، وخاصة بين القوى العظمى. ومركز الثقل في النظام العالمي يتحدد عادة بقوة وثبات الدولة، حيث كانت روما ولندن وواشنطن مراكز مهمة في تاريخ النظام العالمي.
تتميز القوة العالمية بالثروة والقدرة على النفاذ، وبالتالي يعد النظام الاقتصادي الموازي أحد العوامل المهمة لخدمة مصالح الدولة. ويرجع بعض الخبراء الى تأسيس النظام الاقتصادي العالمي إلى النظام الجيوسياسي، حيث تتبادل القوى العظمى الرؤوساء للنظر في التغييرات الجديدة.
تشير بعض التحليلات إلى مرحلة فقدان الشرعية والمصداقية للمهيمن في النظام العالمي، مما يؤدي في النهاية إلى فقدان القدرة على إدارة الأزمات والشؤون الدولية، وبذلك يصبح العالم بدون مركزية. وتثير هذه المرحلة السؤال حول ما إذا كان العالم يعيش حاليًا في عصر اللا مركزية، وهل فعلًا بدأت الدول في عملية تغيير ديناميكية للنظام العالمي.














