في عالم الاقتصاد المؤثرين، يستفيد الأفراد من المنصات الرقمية والتكنولوجيا لإنتاج محتوى يروج للمنتجات والخدمات ويصل إلى جمهورهم مباشرة، حيث يكتشف الكثيرون منتجات جديدة من خلال تأثير هؤلاء المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي.وتشير الأبحاث الاقتصادية إلى أن قيمة اقتصاد المؤثرين قد تبلغ 480 مليار دولار بحلول عام 2027، مما يظهر أهمية هذا القطاع الاقتصادي الناشئ.
وبالنسبة للأفراد الذين يسعون لتحقيق النجاح كمبدعي محتوى ومؤثرين، تعد الخبرة عاملا مهما للحصول على دخل مالي يمكن أن يصل إلى ملايين الدولارات سنويا، حيث يوضح البحث أن 85% من منشئي المحتوى الذين يمتلكون خبرة سنة واحدة فقط يكسبون أقل من 25000 دولار سنويا، بينما يكسب 47% من المؤثرين الذين لديهم أكثر من أربع سنوات خبرة أكثر من هذا المبلغ.
ويتمثل دور المؤثرين في إنتاج محتوى على منصات التواصل الاجتماعي مثل Instagram وYouTube وTikTok والمدونات بشكل كبير في التأثير على آراء وسلوكيات الجماهير وحتى في قرارات الشراء، نظرا لمصداقيتهم وخبرتهم وابتكارهم. ويمكن لهؤلاء المؤثرين أن يشكلوا الاتجاهات الاجتماعية ويروجوا للمنتجات، وحتى يحفزوا التغيير الاجتماعي من خلال تواجدهم على الإنترنت.
ولكن يجب ملاحظة أن مشهد المؤثرين ديناميكي ويتطور باستمرار، وقد تختلف اللوائح ومعايير الصناعة باختلاف المنطقة والمنصة، إذ يضمن ذلك تطوير قطاع المؤثرين بشكل صحيح وتشجيع المبتدئين على تطوير مهاراتهم وخبراتهم لتحقيق النجاح في هذا المجال الواعد.
وبجانب النجاح والازدهار في اقتصاد المؤثرين، يجب أن نلقي الضوء أيضًا على الجانب الشخصي لهؤلاء المؤثرين، حيث يمكن أن تكون حياتهم الشخصية بائسة وتنتهي نجوميتهم بخطأ قانوني أو بسبب الظروف السلبية التي تواجههم اجتماعيًا. ولهذا الغرض، تأتي أهمية وجود لوائح وضوابط تنظيمية تضمن سلامة ونجاح قطاع المؤثرين، وفي هذا السياق، نجد في المملكة العربية السعودية نموذجًا جيدًا بفضل برنامج “رخصة موثوق” الذي ساهم بشكل كبير في ضبط المشهد وتحقيق التوازن بين النجاح الاقتصادي والمحافظة على المعايير الأخلاقية.















