بعد رحيل الأمير والشاعر بدر بن عبد المحسن، رحلة لا تلوّح للمسافر.. المسافر راح، حيث غادر العالم تاركاً وراءه تراثاً شعرياً يمتد لنصف قرن من الزمان. وبجدارة، كان بدر العبد المحسن يوقد قناديل الشعر بألحانه وصوره الجمالية، ويبث في الفضاء أجواء من الرومانسية والجاذبية والجمال. وبعد معاناة مع المرض، انطفأ ضوء الحروف وغادر بدر بن عبد المحسن وراءه شلالاً من الضياء وحدائق من ياسمين.
بدر العبد المحسن، الملقب بـ “مهندس الكلمة”، ترك بصمة لامعة في عالم الشعر، حيث جمع بين الرسم بالريشة والكلمات لتنهمر منهما مشاعره وأفكاره بشكل مبدع. كانت قصائده تحمل صوراً جمالية تجعل المتلقي مشدوهاً بالتفاصيل والألوان والتعابير الفنية التي كان يستخدمها بمهارة، مما جعله يحجز مكانة مميزة في قلوب محبي الشعر.
قصائد بدر العبد المحسن لم تقتصر على العاطفة والرومانسية فقط، بل امتدت أيضاً إلى المحبة للوطن والانتماء الوطني، حيث استلهم من ثقافته وتاريخه قصائد وطنية تعبر عن فخره بأرضه وقادته. ولهذا السبب، احتفظت قصائده الوطنية بمكانة خاصة في قلوب السعوديين والعرب، تعكس روح الوفاء والفخر والاعتزاز بالهوية الوطنية.
بالإضافة إلى قصائده الوطنية، كانت قصائد بدر العبد المحسن تتميز بعذوبة المعنى ورقة الكلمة الشعرية، مما جعلها محط اهتمام كبار المطربين والفنانين السعوديين، الذين لحنوا له وغنوا قصائده، وأضافوا لمساتهم الفنية على ألحانه، مما جعله يعتبر رمزاً في عالم الشعر المغنى.
ولد الأمير بدر بن عبد المحسن في الرياض عام 1949، وتلقى تعليمه في مصر والمملكة العربية السعودية، وكرّمه خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز عام 2019. وعلى الرغم من مرور عقود من الزمن، بقيت قصائده تنبض بالحياة وتلامس المشاعر الإنسانية بقوة وجاذبية، مما جعله يحتل مكانة مميزة في قلوب عشاق الشعر.
رحيل بدر بن عبد المحسن ترك فراغاً كبيراً في عالم الشعر العربي، لكن تراثه الذي يمتد لعقود سيظل حياً وحاضراً، يشع من خلال قصائده الجميلة التي تحمل روحه وأفكاره ومشاعره. إنها ليست مجرد قصائد، بل تعتبر أعمال فنية تجسد جمال وروعة اللغة العربية وفن الشعر، التي تبقى خالدة وتعبر عن روح بدر العبد المحسن وإرثه الثقافي.














