في خطوة مفاجئة، أعلنت موظفة يهودية رفيعة المستوى في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن استقالتها من منصبها بسبب دعم الرئيس للحرب الإسرائيلية في قطاع غزة. وقد استشهدت هذه الموظفة، ليلي غرينبرغ كول، بخلفيتها اليهودية وعلاقتها بإسرائيل، مشيرة إلى كيفية فرار عائلتها من أوروبا إلى أمريكا بسبب الاضطهاد المعادي للسامية. وفي رسالة استقالتها، انتقدت غرينبرغ كول دعم بايدن للإبادة الجماعية في غزة، معتبرة أنه لم يعد بإمكان ضميرها الحي الاستمرار في العمل في هذه الإدارة.
وفي مقابلة مع الإعلامية ياسمين أبو طالب، قالت غرينبرغ كول أن قيمها اليهودية دفعتها إلى اتخاذ هذا القرار الصعب. وأكدت أن ما تفعله إسرائيل في غزة وضد الفلسطينيين لا يمثل القيم اليهودية، معتبرة أن ذلك يشوب سجل الأجيال السابقة بالعار. وأشارت إلى أن السلطة لا يجب أن تستخدم لدعم الجرائم ضد الإنسانية.
وتأتي استقالة غرينبرغ كول في سياق استقالات أخرى لموظفين حكوميين أميركيين في قطاعات مختلفة بسبب تورطهم في أنشطة مثيرة للجدل. فقد استقال رائد في الجيش الأميركي وموظف في وكالة استخبارات الدفاع بسبب مشاركتهما في تعزيز معاناة الفلسطينيين. كما استقال مسؤول سياسي وموظف في وزارة الخارجية بسبب تورطهما في عمليات نقل أسلحة إلى دول أجنبية.
تعكس هذه الاستقالات المتتالية حالة من عدم الرضا عن السياسات الخارجية للحكومة الأميركية وتحدياتها أمام موظفيها الذين يشعرون بالقلق إزاء تورطهم في أنشطة تصادم مع قيمهم الشخصية. وقد أثارت استقالة غرينبرغ كول جدلا واسعا بين المراقبين والمحللين، الذين رأوا فيها خطوة جريئة وقرارا شجاعا يعبر عن انتقاد شديد لسياسات الرئيس بايدن.
ومن المهم أن نلاحظ أن هذه الاستقالات تأتي في سياق الصراعات والتوترات الدائمة في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة فيما يتعلق بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني. ويعكس تصريح غرينبرغ كول واستقالتها الحديثة تقاربا جديدا للنظرة اليهودية تجاه الصراع، وتوفير الدعم للفلسطينيين في مواجهة الاضطهاد والاحتلال.
وفي النهاية، يمكن القول إن استقالة غرينبرغ كول تعكس حالة من الاحتقان والتوتر داخل الحكومة الأميركية، وتجسد صراعات الولاء بين الولايات المتحدة وإسرائيل. كما تثير تساؤلات حول استقالات موظفين آخرين في المستقبل القريب بسبب الضغوط السياسية والأخلاقية التي يواجهونها. وبهذه الأحداث، يتبين أن التحديات الأخلاقية والسياسية تبقى عالقة في علاقة الولايات المتحدة بالشرق الأوسط بشكل مستمر.
