تُعتبر الهجرة ظاهرة شائعة ومعقدة، وتُمارس يوميًا على نطاق عالمي، وتعتبر قضية كبرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ عقود. تحمل هذه الظاهرة دوافع وأسباب متنوعة، مثل الفرار من مناطق الخطر إلى أماكن آمنة، أو الانتقال من الفقر إلى الثراء، أو الهروب من القيود للحرية. وتُدفع بعض الأشخاص إلى الهجرة لأسباب تتعلق بالبحث عن العلم أو الجنسية أو فرص العمل.
أظهر استطلاع أجراه الباروميتر العربي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الفترة بين 2023 و2024 ارتفاعًا كبيرًا في نسب راغبي الهجرة إلى بلدان أخرى بحثًا عن ظروف حياة أفضل. وقد تباينت نسبة الرغبة في الهجرة بحسب ظروف كل دولة وإمكانية الهجرة. فقد بلغت نسبة الراغبين في الهجرة في تونس 46%، وفي الأردن 42%، وفي لبنان 38%. بينما كانت نسبة الكويتيين الراغبين في الهجرة الأقل بنسبة 10%.
كشفت الدراسة أيضًا أن الشباب، خاصة الحاصلين على التعليم العالي، هم الأكثر إقبالًا على الهجرة. وبالنسبة للطموحات والآمال المرتبطة بالهجرة، اعتبر الأشخاص الذين حصلوا على التعليم العالي أن الهجرة ستمنحهم فرص عمل وحياة أفضل بشكل أكبر ممن حصلوا على التعليم الثانوي فقط.
على الرغم من أن دخل الأسرة ليس من العوامل الأساسية في الهجرة بحسب آراء الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع، إلا أن آراءهم حول اقتصاد بلدهم كانت تلعب دورًا أساسيًا في اتخاذ قراراتهم بالهجرة. وتظهر الدوافع الاقتصادية بوضوح بين الراغبين في الهجرة في غالبية الدول التي شملتها الدراسة، خاصة في الأردن وتونس.
تتفاوت تفضيلات الأشخاص في الوجهة المرغوبة للهجرة بشكل عام، لكن أميركا الشمالية (الولايات المتحدة وكندا) كانت الوجهة الأكثر شيوعًا بين الراغبين بالهجرة، تليها دول غرب أوروبا والدول الخليجية. وجاء اختلاف التفضيلات بسبب اللغة والثقافة، بالإضافة إلى تواجد تجمعات من الأقران في الوجهة المختارة للهجرة.
يبدو أن الوعي والتعليم لهما دور في تفكير الأشخاص بالهجرة غير النظامية، فأظهرت الدراسة أن الحاصلين على التعليم الثانوي أو أقل يميلون أكثر إلى التفكير في الهجرة غير النظامية بدون وثائق رسمية. وعند استفتاءهم عن أسباب اختيار الهجرة غير النظامية رغم المخاطر، ذكر البعض عدم توفر النفقات اللازمة للهجرة الشرعية كسبب لذلك.