ارتفعت حصيلة القتلى في أرخبيل كاليدونيا الجديدة بالمحيط الهادي إلى ستة أشخاص، جراء استمرار التوترات والاضطرابات الناتجة عن أعمال شغب ونهب، وذلك بسبب إصلاح انتخابي مثير للجدل. أكد قائد قوات الدرك في الإقليم، الجنرال نيكولا ماتيوس، وفاة شخص وإصابة اثنين آخرين في منطقة كالا-غومين شمال الأرخبيل، بسبب محاولة أب وابنه عبور حاجز أقامه المثيرين للشغب.
تزايدت أعمال الشغب في كاليدونيا الجديدة نتيجة لإصلاح دستوري يهدف إلى زيادة عدد الناخبين المؤهلين للمشاركة في الانتخابات المحلية، مما أثار توترات مع مناصري الاستقلال الذين يرون ذلك التغيير تهديدا لنفوذ السكان الأصليين. بدأت السلطات الفرنسية بتعزيز القوات الأمنية في الإقليم للتصدي للأعمال العنيفة واستعادة الهدوء، بمشاركة ألف عنصر إضافي من الشرطة والدرك الفرنسيين.
انعكست الأحداث على الحياة الاقتصادية في نوميا، حيث تسبب التوتر في إغلاق المتاجر واصطفاف السكان للحصول على الإمدادات الأساسية. تقدر مجموعة أعمال محلية الأضرار الاقتصادية بما يقارب 217 مليون دولار، مع توقعات بأن يكون الأثر الأكبر على السياحة في الأرخبيل. هذه الأحداث أدت أيضًا إلى إغلاق مطار نوميا الدولي وتقطع الطرق، مما أدى إلى عزوف السياح والمسافرين عن زيارة المنطقة.
تم وضع قادة من جبهة تحرير شعب الكاناك الاشتراكية، المجموعة الأكثر تطرفًا في الإقليم، قيد الإقامة الجبرية بسبب شبهة تورطهم في أعمال العنف. وحذر وزير الداخلية المحلي من أن الإقليم بات على مسار تدميري، مع دعوته للمحتجين إلى التراجع والتأكيد على أهمية الحوار لحل الخلافات. تسعى الحكومة الفرنسية إلى استعادة السيطرة وإعادة الاستقرار إلى الأرخبيل.
رصدت الهيئة الفرنسية لمكافحة التدخل الرقمي الأجنبي حملة عبر الإنترنت تدعي إطلاق الشرطة الفرنسية النار على متظاهرين مؤيدين للاستقلال في كاليدونيا الجديدة. بالإضافة إلى ذلك، اتهم وزير الداخلية الفرنسي دولة أذربيجان بالتدخل في الأزمة، في حين نفاها الجانب الأذربيجاني بشدة. تعد كاليدونيا الجديدة جزءًا من أراضي فرنسا في المحيط الهادي، وتشهد توترات متواصلة بسبب الخلافات حول دور باريس في هذه الجزيرة وإنتاج المعادن الغنية بها.
من المهم أن تتصرف السلطات الفرنسية بحكمة لاستعادة الهدوء وحل الخلافات السياسية والاجتماعية في كاليدونيا الجديدة، وضمان حماية حقوق السكان الأصليين والمشاركة الديمقراطية للجميع في العملية الانتخابية. يجب أن يكون الحوار وسيلة رئيسية لحل النزاعات وتجنب التوترات العنيفة التي قد تؤدي إلى مزيد من الخسائر البشرية والاقتصادية.















