أعاد الجدل المثار حول احتكار أحد المتنفذين في سوريا خطوط نقل الفوسفات، إلى الواجهة ملف الهيمنة الإيرانية – الروسية على الفوسفات السوري. وسرَّب مصدر في وزارة النقل السورية معلومات تتعلق باحتكار أحد أصحاب رؤوس الأموال المعروفين في سوريا، ومن «المقربين جداً من مراكز القرار»، لخطوط نقل الفوسفات داخل الأراضي السورية، ودخل نحو 400 شاحنة جديدة لنقل الفوسفات إلى الخدمة. ونقل موقع «هاشتاغ» المحلي عن أحد مالكي الشاحنات العاملة منذ سنوات على خطوط نقل الفوسفات تعبير العاملين في هذا القطاع عن الاستياء من احتكار سوق نقل الفوسفات واصفين هذا الأمر بأنه يحمل آثاراً سلبية جمة.
وكشف المصدر في وزارة النقل السورية لموقع «هاشتاغ» أن ألف شاحنة جديدة ستعمل في مجال نقل الفوسفات من الداخل السوري إلى ميناء طرطوس وميناء طرابلس في لبنان، ومنهما إلى «الدول الصديقة المستفيدة»، دون تسمية الدول. وأكد المصدر أن المستثمر الذي تتبع له تلك الشاحنات حصل على جميع الموافقات والتسهيلات اللازمة التي ستتيح له تشغيل آلياته ضمن جميع أراضي البلاد بشكل يُشبه الاحتكار، الذي كان يستفيد منه عشرات رؤوس الأموال. ووصفت مصادر محلية تلك “التسريبات” بأنها رسائل موجهة من أطراف في الحكومة تفيد بوجود خلاف على تقاسم عائدات خطوط نقل الفوسفات.
وتعاني سوريا من شح الوقود وارتفاع أسعاره، ما يؤثر على قطاع النقل بشكل عام. ويواجه قطاع الشحن مخاطر أمنية على الطرق الدولية بسبب انتشار المجموعات المسلحة وخلايا تنظيم “داعش”. وتقوم شركات نقل خاصة بنقل الفوسفات من سوريا إلى إيران وروسيا عبر مناطق مختلفة، وتسهم الميليشيات التابعة لإيران و”حزب الله” اللبناني في حماية عبور الفوسفات المتجهة إلى العراق ولبنان، بينما تقوم موسكو بتسويق الفوسفات السوري إلى عدة دول أوروبية.
إيران تعتبر سوريا الأولى عالمياً في احتياطي الفوسفات، وتسعى لزيادة واردتها من الفوسفات السوري. من جهتها، تحصل موسكو على الإنتاج بنسبة 70 في المائة مقابل 30 في المائة للحكومة السورية. وتشرف إيران على استخراج الفوسفات من منجم “خنيفس”، فيما تشرف موسكو على استخراجه من منجم “صوانة – الشرقية”. وتعتبر هذه الفوسفات مصدراً هاماً للاستثمار لكل من إيران وروسيا.














