خلال الحرب فيتنام، كان هناك تصاعد في الاحتجاجات ضد الحكومة الأمريكية ودورها في الصراع. وكانت هذه الاحتجاجات تشمل الطلاب الجامعيين الذين كانوا غاضبين من تورط الولايات المتحدة في حرب غير مبررة. وقد بدأ الطلاب في تنظيم مظاهرات واحتجاجات سلمية للتعبير عن اعتراضهم على سياسات الحكومة الأمريكية.
بينما كانت الولايات المتحدة تواجه ضغوطًا داخلية وخارجية بسبب حرب فيتنام، اضطرت الإدارة الأمريكية في ذلك الوقت للانسحاب من الصراع بعد تصاعد الاحتجاجات وازدياد الضغط عليها. وأدى هذا الانسحاب إلى تقليل تأثير الحرب وإنهاء المعاناة التي كانت تسببها للقوات الأمريكية وللشعب الفيتنامي على حد سواء.
وفي الوقت الحالي، تشهد الولايات المتحدة احتجاجات شبيهة من قبل الطلاب الذين يعارضون الدعم الأمريكي لإسرائيل في استمرار عدوانها على قطاع غزة. وهذه الاحتجاجات تأتي في سياق تصاعد التوترات في المنطقة وتزايد الانتقادات الدولية لسياسات إسرائيل.
ويخشى الرئيس “جو بايدن” ورئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” من تأثير هذه الاحتجاجات على العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، خاصة في ظل الضغوط الدولية المتزايدة على إسرائيل بسبب سياساتها في الشرق الأوسط. وهذا يذكر بموقف الإدارة الأمريكية خلال حرب فيتنام وكيف انها اضطرت للتراجع بسبب ضغوط المظاهرات الطلابية.
إن تاريخ الاحتجاجات الطلابية في الولايات المتحدة يعكس قوة الشباب في التأثير على السياسات الحكومية وفرض إرادتهم. ويظهر ذلك من خلال تأثير احتجاجات الطلاب خلال حرب فيتنام وكيف تسببت في تغيير سياسات الحكومة الأمريكية تجاه الصراع وإنهاءه. وقد يكون لاحتجاجات الطلاب الحالية على الدعم الأمريكي لإسرائيل تأثير مماثل على سياسات الولايات المتحدة وعلاقتها مع إسرائيل.
