منذ سبعة أشهر من الحرب الشرسة في غزة، ما زالت حركة “حماس” تقاتل بقوة وتواصل هجماتها الصاروخية على المستوطنات الإسرائيلية في القطاع. على الرغم من تقلص قدراتها، إلا أنها لم ترتدع بل استعادت تجميع عناصرها في المناطق الساخنة في شمال القطاع. وقد واجهت إسرائيل تحديا كبيرا بعد الانتصارات الأولية التي حققتها في الحرب، حيث تشير التقارير إلى شعور بالإسرائيليين بعدم فعالية خيارات القوات المسلحة في مواجهة “حماس”.
وفي هذا السياق، تمرد عضوان من مجلس الحرب الإسرائيلي، وهما وزير الدفاع يوآف غالانت ومنافس نتنياهو بيني غانتس، وطالبا بوضع خطة مفصلة لمرحلة ما بعد الحرب في غزة. يخشى الاثنان من حرب طويلة ومكلفة في حال احتلال قطاع غزة مرة أخرى، وفي الوقت نفسه يعارضان أي انسحاب يمكن أن يؤدي إلى عودة “حماس” للحكم في القطاع أو تأسيس دولة فلسطينية.
تتضمن سيناريوهات انتهاء الحرب في غزة إما بالاحتلال العسكري الكامل الذي يطمح إليه نتنياهو، أو بالاحتلال المحدود مع دعم من العنقاء، أو من خلال صفقة كبيرة تقودها الدول العربية، أو عبر صفقة مع “حماس” نفسها. يعارض البعض الاستمرار في الاحتلال الكامل، حيث يرى أنه قد لا يؤدي إلى القضاء على “حماس”، بينما يرى البعض الآخر بأن الحل الوحيد هو إقامة دولة فلسطينية على أراضي غزة والضفة الغربية.
ومن بين السيناريوهات المقترحة، يقترح نتنياهو الاحتلال العسكري الكامل واستعادة المحتجزين في غزة، بينما يفضل آخرون ان تكون هناك صفقة كبيرة تشمل إصلاح وتعزيز السلطة الفلسطينية في القطاع. من جهتها، تقترح “حماس” صفقة مختلفة تتضمن إطلاق سراح المحتجزين في غزة مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين ووقف إطلاق النار طويل الأمد.
وبشكل عام، تتجه الأحداث نحو حلول سياسية تسمح بإعادة الأمن والاستقرار إلى قطاع غزة، سواء من خلال اتفاقات سلام جديدة أو تسويات قائمة. تبقى الأزمة الفلسطينية في غزة واحدة من أكبر التحديات التي تواجه الشرق الأوسط، ومن المهم بذل الجهود اللازمة لإيجاد حلول ترضي الجميع وتحقق السلام والاستقرار في المنطقة.













