تسببت الحرب الروسية على أوكرانيا في زيادة الطلب على اليد العاملة من الأوكرانيات في مصانع الحديد والصلب، حيث أصبح نقص العمالة من الذكور واضحًا بسبب التحاق أغلبهم بالجيش. فقدت شركة “أرسيلور ميتال” الأوكرانية حوالي 3500 عامل ذكر منذ بداية الحرب في فبراير 2022، ومن المحتمل فقدان المزيد منهم هذا العام، مما أدى للضغط على قوتها العاملة المكونة من 18 ألف فرد.
لجذب المزيد من النساء للعمل في المصانع، بدأت شركة “أرسيلور ميتال” في وضع لوحات إعلانية تصور نساء في ملابس المصنع البرتقالية، تحمل شعارات مثل “السيدات يُدرن الأمور هنا حقًا!”. يقول الرئيس التنفيذي للشركة إن توظيف المزيد من العاملات أصبح ضروريًا لاستمرارية الشركة، حيث تحاول الشركة تغيير النمط القائل بأن الوظائف المحددة للرجال فقط.
يضطر المصنع الآن إلى توظيف النساء لأدوار تتطلب جهدًا بدنيًا أكبر، حيث بدأت بالفعل عاملات في القيام بأعمال تقنية تقيلة لصنع القضبان والتروس الضخمة. كما أن الموظفات بدأن يتولين أدوارًا تقنية تتطلب مهارات خاصة مثل الهندسة، إذ تستعد إحداهن لتصبح مهندسة بعد 5 أشهر من العمل.
يعتبر مصنع “أرسيلور ميتال” مجمعًا تجنيدًا للجيش، حيث يُطلب من الموظفين الذكور التسجيل أولا في مكتب التجنيد العسكري قبل العمل فيه. يقول المدير أن هذا الأمر جعلهم يواجهون صعوبات في ملء الشواغر، مما أدى إلى انخفاض الإنتاج وتأثيره على الأرباح والإيرادات الضريبية للحكومة.
من المتوقع أن تعلن الحكومة الأوكرانية إجراءات لمساعدة الشركات في إدارة التعبئة بشكل أفضل، وذلك عبر تغيير نظام يعفي بعض الموظفين من التعبئة في الجيش. يعاني قطاع الصناعات التي يهيمن فيها الرجال على القوى العاملة من مخاطر ومشاكل، مما يجعل الشركات تعتمد على توظيف النساء لسد الشواغر.
لمواجهة نقص العمالة، تعتمد أوكرانيا على حملات تجنيد الشباب وتحفيزهم على تحيين بياناتهم في مكاتب التجنيد التابعة للجيش. كما تعتمد الحكومة على تقديم صور وفيديوهات تحث الشباب على التغلب على خوفهم من الانضمام إلى القوات المسلحة، من دون الحاجة للتجنيد التلقائي للجميع.













