أشارت صحيفة “لاكروا” إلى أن أوروبا تمتلك قوة عسكرية كبيرة على الورق، بفضل سكانها البالغ عددهم 450 مليون نسمة ومكانتها كقوة اقتصادية ثالثة في العالم. يصل إنفاقها العسكري إلى 270 مليار يورو، بما في ذلك 1000 طائرة مقاتلة وأسلحة نووية وغواصات وحاملات طائرات ودبابات حديثة وأقمار صناعية وقوات نخبة. ولكن الصحيفة أشارت إلى أن تعدد القوات والميزانيات في أوروبا لا يترجم إلى قوة تعادل قوة دولة واحدة.
وأوضحت الصحيفة أن الانقسام والتكرار في أوروبا يمثل تحديا كبيرا، حيث توجد 27 جيشا مكررا من حيث الأركان والمدرسة المشاة. وقد أشار الفريق جان بول بيروش إلى أن هذا التكرار يمثل 32% من ميزانية الدفاع الإجمالية لهذه الدول. وعلى الرغم من التعاون الذي يحدث بين الجيوش الأوروبية، إلا أن التنسيق بينها يظل تحديا، خاصة في حالات الأزمات.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاتحاد الأوروبي يفتقر إلى هيكل للتخطيط والإدارة على مستوى المقر الاستراتيجي لحلف شمال الأطلسي. فهناك قادة متفرقين يتوزعون بين إيطاليا وبلجيكا وهولندا، بينما تتولى المواقف الاستراتيجية الجنرالات الأمريكيون. وقد شكك جان بول بيروش في قدرة الأوروبيين على تعيين قائد عسكري واحد في حالة الأزمات، مما يبرز قضية عدم الاتحاد والتنسيق في مجال الدفاع.
وبحسب الصحيفة، أظهرت الحروب في أوكرانيا ضعف ترسانة الدول الأوروبية، حيث تفتقر إلى قدرتها على توفير الذخائر اللازمة لتجهيز القوات. وشددت على أن المشاركة الأوروبية في ليبيا والمنطقة الساحلية كشفت عن حاجة فرنسا إلى دعم لوجستي من الولايات المتحدة، وعلى قدرة دول أوروبية أخرى على تقديم الدعم بكميات محدودة.
وختمت الصحيفة تقريرها بالتأكيد على ضعف الردع النووي في أوروبا، حيث تمتلك فرنسا القوة النووية الوحيدة داخل الاتحاد الأوروبي ولكنها تؤمن بمبدأ “الاحتفاظ بالقوة الدفاعية” بنحو 300 رأس نووي فقط، دون أن تستطيع أن تحل محل الزعامة النووية الأمريكية. وبالتالي، تشير الصحيفة إلى أن الضعف التكتيكي والعسكري في أوروبا يظهر بوضوح في عدم القدرة على التنسيق والتعاون المشترك في مجال الدفاع والأمن.















