Smiley face
حالة الطقس      أسواق عالمية

أمل دنقل، الشاعر المصري القومي والمحارب الشرس من أجل الحرية، ولد في صعيد مصر عام 1940، حيث تربى في أسرة تمتاز بالعلم والأدب والشعر. انتقل إلى القاهرة مجهزا بثقافة واسعة، وبدأ حياته القومية ناصرية ولكن تغيرت آراءه مع تطور الأحداث السياسية والاجتماعية في الوطن العربي. اتخذ منهجا فرديا رافضا للشعارات القومية العربية التي رفعها جمال عبد الناصر في ذلك الوقت.

عاش أمل دنقل بين العوام وعرف همومهم وحياتهم عن كثب، وتأثر في شعره بالظلم والاستبداد وقمع الحريات. توقع بدقة تأثير السياسات الشمولية على الأمة العربية، وجاءت حرب حزيران/يونيو 1967 لتثبت توقعاته. قصيدته زرقاء اليمامة تعكس المأساة التي عاشها العرب جراء تلك الحرب، وكانت رمزية للصراع ضد الظلم والاستبداد.

تعد قصيدة زرقاء اليمامة أهم قصائد ديوان أمل دنقل، وهي التي جعلت اسمه يتردد في عالم الشعر العربي. بعد حرب 67، كتب دنقل قصيدته “أغنية الكعكة الحجرية” رافضا التطبيع مع إسرائيل ومدحا للشجاعة التي أظهرها الشعب المصري في مواجهة الاستبداد.

رغم معاناته من مرض السرطان في السنوات الأخيرة من حياته، أنتج أمل دنقل ديوانه الأخير “أوراق الغرفة ثمانية”. كان يرى في الموت الحقيقة الوحيدة في الحياة، وظهر في قصائده الأخيرة تأملاته وحزنه وأسىه تجاه نهاية الحياة. رغم رحيله، بقيت قصائده خالدة تحمل في طياتها آمال الشعوب وحلم بمستقبل أفضل.

شعر أمل دنقل كان شرارة لهيب في ثورات الشعوب، حيث استخدمت قصائده في مظاهرات ضد النظام القمعي. كان يعارض الحكومات وينتقد النظام السياسي والقيود على حرية التعبير. رفض التطبيع مع إسرائيل وأثار الجدل والتقدير في الوطن العربي.

يعتبر أمل دنقل شاعرا قوميا ومناضلا شرسا من أجل الحرية، ورث العلم والشعر من والده وتربى على حب الأدب، وظل وفيا لقضيته حتى آخر أيام حياته. رغم رحيله إلا أن مساهماته الأدبية لا تزال حية وتحمل رسالته القومية والإنسانية في مواجهة الظلم والاستبداد.

شاركها.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.