أعلن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على قادة قوات الدعم السريع في السودان، وذلك في وقت تستمر فيه المعارك في منطقة الفاشر غرب السودان. ونقل الموقع الرسمي لوزارة الخزانة الأمريكية عن وكيل الوزارة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية تصريحات تؤكد أن هؤلاء القادة يسعون للتوسع في المناطق الجديدة والسيطرة على المزيد من الأراضي، في حين يتطلع الشعب السوداني إلى إنهاء الصراع.
وأكدت الوزارة أن القادة الذين فُرضت عليهم العقوبات هم علي يعقوب جبريل وعثمان محمد حامد محمد، اللذان يتهمان بقيادة حملة عسكرية لقوات الدعم السريع. جبريل يشغل منصب قائد قوات الدعم السريع في وسط دارفور، حيث شارك في الهجمات الأخيرة التي شنتها قوات الدعم السريع في المنطقة. ويُعتبر جبريل شخصية مؤثرة حاليا في قيادة القوات حول الفاشر، بينما يشغل عثمان محمد حامد محمد منصب قيادي في قوات الدعم السريع ويرأس عمليات المجموعة.
تستمر الولايات المتحدة في استخدام العقوبات كوسيلة لدعم عملية السلام ومكافحة الأفراد المساهمين في استمرار الصراع في السودان، وهذا ما أكده وكيل الوزارة بريان إي. نيلسون. يأتي هذا القرار في ظل استمرار المعارك والصراعات في مختلف مناطق السودان، بينما يتطلع الشعب السوداني إلى إيجاد حلول شاملة ومستدامة لهذه الأزمة التي تعصف بالبلاد.
يُشار إلى أن قوات الدعم السريع هي قوات مسلحة سودانية تأسست في عام 2013، وهي جزء من جهود الحكومة لمحاربة الجماعات المسلحة وضمان الأمن والاستقرار في البلاد. وتُعد الفاشر واحدة من المناطق الرئيسية التي تشهد حاليا صراعات مستمرة، حيث تسعى القوات المسلحة السودانية للسيطرة على المنطقة بقيادة جبريل ومحاولة إحكام قبضتها عليها.
في سياق متصل، يُشير خبراء إلى أهمية دور الولايات المتحدة كدولة عظمى في تسوية النزاعات العسكرية والدبلوماسية في مناطق مثل السودان، وذلك من خلال فرض العقوبات ومحاسبة الأطراف المتورطة في الصراع. كما يشددون على ضرورة أن يكون لدول العالم دور فعّال في التدخل لوقف التصعيد العسكري وتحقيق السلام والاستقرار في البلاد.
تأتي هذه العقوبات الأمريكية ضمن إطار جهود المجتمع الدولي للعمل على وقف النزاعات وتحقيق السلام في السودان، وهي خطوة تهدف إلى وضع ضغط على القادة الذين يساهمون في استمرار الصراعات وعرقلة عمليات التسوية والمصالحة. ومن المهم أن تستمر هذه الجهود بالتعاون مع الحكومة السودانية والأطراف المعنية لتحقيق تقدم ملموس نحو إنهاء الصراعات وبناء مستقبل مستقر للبلاد.
