وما زالت حوادث الطائرات تلف عالم الطيران على مدى عقود من الزمن، وتؤدي إلى سقوط العديد من الطائرات وسقوط العديد من الأرواح، ورغم محاولات المحققين وشركات التصنيع، إلا أنهم لم يستطيعوا حتى الآن تحديد أسباب هذه الحوادث بدقة. تعرضت الجزيرة الوثائقية لسلسلة من الحلقات بعنوان “أسرار تحطم الطائرات”، حيث استعرضت أسباب تحطم الطائرات ونتائج التحقيقات التي قام بها مختصون في الكوارث الطبيعية والصناعية.
في إحدى الحلقات، كشفت التحقيقات عن السبب وراء تحطم بعض الطائرات التي لم تعاني من أي مشاكل تقنية أو فنية، ولكنها كانت تعاني من فقدان تركيز الطاقم البشري نتيجة للإرهاق الناتج عن الرحلات الطويلة المتتالية. وبسبب هذا الإرهاق، تسبب برحيل البعض والنوم للبعض الآخر في ظروف سيئة، مما أدى إلى نتائج كارثية وخسائر فادحة من الأرواح البريئة.
السماء مزدحمة بالطائرات التي تعتبر الوسيلة الأسرع والأقل كلفة لنقل ملايين البشر بين مختلف بقاع الأرض، ولكن إرهاق الطيارين الناجم عن الرحلات المتتالية يشكل خطورة كبيرة على سلامة النقل الجوي. تروي الرحلات قصص وحكايات للمسافرين، وعندما تنظر في وجوههم، تبوح لك عيونهم بالأسرار والحكايات، وتحدثك عن ذكرياتهم وهمومهم وأحلامهم.
في حلقة أخرى، تكشف التحقيقات عن أحداث مأساوية حيث سقطت طائرة تحمل زوجين يتوجهون لحضور حفل زواج، وسقط العديد من الركاب بسبب إرهاق الطاقم البشري، وتركيزهم المنعدم. وبينما يبدو الركاب في حالة خوف وحزن، يستمر الطياران في اتخاذ قرارات خاطئة تؤدي إلى كارثة لا تنسى.
الإرهاق الناتج عن رحلات متتالية يؤدي في النهاية إلى إرهاق قائد الطائرة ومساعده، وقد شهدنا حوادث تحطم عديدة نتيجة لهذا الإرهاق. وعلى الشركات الناقلة أن تأخذ بعين الاعتبار سلامة الطيارين وضرورة منحهم فترات راحة كافية قبل البدء برحلات جديدة، حتى لا تتكرر مثل هذه الحوادث المأساوية وتزيد من خسائر الأرواح بسبب جشع الشركات.
بالنهاية، يجب أن نتذكر أن سلامة الركاب والطواقم هي الأهم، ولابد من اتخاذ تدابير واحتراسات كافية لضمان سلامتهم. وعلى الشركات الناقلة أن تكون حذرة وحريصة على سلامة الركاب والطواقم وعدم التضحية بسلامتهم من أجل زيادة الأرباح. وإذا تم اتباع التعليمات والإجراءات اللازمة، يمكن تجنب الحوادث الجوية القاتلة والحفاظ على سلامة الركاب والطواقم المسافرة على متن الطائرات.









