تستمر القوات العراقية في شن حملة أمنية في حي “البتاويين” في قلب العاصمة بغداد، حيث كان يعرف لعقود طويلة بوجود تجارة المخدرات والجريمة المنظمة. بدأت العملية بإشراف وزير الداخلية ومشاركة وكالات أمنية مختلفة، وقد أسفرت اليوم الأول عن اعتقال 200 شخص بينهم أشخاص من جنسيات مختلفة مخالفين لقوانين الإقامة العراقية.
منذ نهاية الثلاثينات من القرن الماضي كانت منطقة “البتاويين” تضم فلاحين وكانت تعتبر أرضا زراعية، ولكن تحولت مع مرور الزمن إلى وكر لعصابات الجرائم والمافيات، خاصة خلال فترة الحصار الاقتصادي التي فرضت على العراق خلال التسعينيات. وبعد عام 2003، تفاقم الوضع الجريمي في المنطقة الواقعة بالقرب من الجسر الذي يؤدي إلى المنطقة الخضراء.
حتى يومنا هذا، يتجنب الكثير من العراقيين المرور بحي “البتاويين” بسبب الحكايات المرعبة التي تروج حوله، من بينها حوادث القتل والخطف والجرائم التي تحدث بعيدا عن أعين الشرطة. الشرطة العراقية قامت بعمليات دهم وتفتيش دقيقة للمواقع المشتبه بها داخل الحي، وأكدت الحكومة العراقية على عدم تسامحها في حقوق الجريمة.
تم الإعلان عن ضبط شركات وشبكات دعارة ومخدرات وتجارة بشر، وأن العملية تستمر بمشاركة شرطة الأحداث وقيادة شرطة الرصافة واستخبارات الرصافة. الخبير الأمني أكد أن الحملة التي قامت بها وزارة الداخلية كانت مبنية على معلومات استخباراتية تفصيلية حول الأماكن المشتبه بها وتم خلالها إلقاء القبض على المطلوبين المخالفين.
هذه العملية تعتبر الأولى من نوعها منذ سنوات، حيث شارك مئات الضباط والأفراد من وزارة الداخلية فيها. وتشمل العملية استراتيجية أمنية جديدة تحاول السيطرة على المنطقة والقضاء على الجريمة المنظمة التي ازدهرت فيها طوال السنوات السابقة. ويأمل العراقيون أن تعود هذه المنطقة إلى حالة أمنية واعدة بعد العمليات القوية التي يقوم بها الجهاز الأمني في البلاد.
