يبدأ عرض الفيلم السوداني “وداعاً جوليا” في دور السينما التونسية في الثامن من الشهر الجاري. حقق الفيلم نجاحاً كبيراً في مهرجانات عالمية ودور العرض السينمائية في مصر والسعودية، وسجل أعلى إيرادات لفيلم عربي في تاريخ شباك التذاكر المصري. بدأت مسيرة الفيلم بالعرض العالمي الأول له في مايو 2023 بمهرجان كان السينمائي حيث فاز بجائزة الحرية، وحصد بعدها 30 جائزة دولية.
تمكن الفيلم من الحصول على جائزة أفضل سيناريو وتكريم خاص للممثلة سيران رياك في مهرجان مالمو للسينما العربية في السويد، وقد لاقى إعجاباً كبيراً خلال عرضه في مهرجان هوليوود للفيلم العربي في كاليفورنيا حيث حصل على جائزة الأفق الذهبي. تدور أحداث الفيلم في الخرطوم قبيل انفصال الجنوب، وتحكي قصة منى، المرأة الشمالية التي تتسبب في مقتل رجل جنوبي وتعين زوجته جوليا خادمة في منزلها لتساعدها في التخلص من الإحساس بالذنب.
الفيلم من إخراج وتأليف محمد كردفاني، ويشارك في بطولته كل من إيمان يوسف وسيران رياك ونزار جمعة وقير دويني. تعتبر هذه القصة قصة مؤثرة تعكس واقع الحياة في السودان قبيل انفصال الجنوب وتسلط الضوء على العلاقات الاجتماعية والنزاعات التي قد تحدث نتيجة لهذه الانفصالات. تميزت القصة بقوة التصوير والأداء الفني الذي حاز على إعجاب الجمهور العربي والعالمي.
تقدم الفيلم رؤية عميقة ومعقدة للشخصيات وتفاعلاتها في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها، مما يجعله يلامس قلوب المشاهدين ويثير العديد من المشاعر والتفاعلات. من خلال تسليط الضوء على قضايا اجتماعية ونفسية معقدة، يعكس الفيلم الواقع السوداني بشكل حقيقي ومؤثر، ويوفر نافذة للجمهور لفهم عمق الحالة الاجتماعية التي تمر بها البلاد.
“وداعاً جوليا” يعتبر فيلماً مهماً في تاريخ السينما السودانية والعربية، حيث نجح في إثارة الكثير من المواضيع والنقاشات حول الهوية والثقافة والعلاقات الانسانية. يعتبر الفيلم نقطة تحول في صناعة السينما في المنطقة وخارجها، ويوفر منصة لعرض المواهب السينمائية السودانية في العالم بأسلوب ملهم ومبتكر. يستحق “وداعاً جوليا” كل الاهتمام والتقدير، ويعد إضافة قيمة للسينما العربية والعالمية.
