Smiley face
حالة الطقس      أسواق عالمية

كان المخرج السينمائي الفلسطيني المخضرم، رشيد مشهراوي، خارج غزة عندما اندلعت حربها العام الفائت، فقرر تسليم الكاميرا لمخرجين آخرين موجودين داخل القطاع المحاصر. وقد قدموا مشروع العمل السينمائي الذي عرض في مهرجان كان في فرنسا بعنوان “من المسافة صفر” بعد مرور أكثر من سبعة أشهر على اندلاع الحرب. تناولت الأفلام القصيرة التي تم عرضها أجواء ما تعيشه غزة خلال الحرب، من منظور المدنيين على الأرض، وكانت تعبر عن الكوارث الإنسانية التي نجمت عن تلك الحرب.

قدمت إحدى الأفلام قصة أم هجّرتها الحرب ووضعت ابنتها في وعاء كبير لتحميمها، واستخدمت ركوة نظيفة لإعداد القهوة التركية. وبينما في فيلم آخر، روى رجل معاناته تحت الأنقاض بعد انهيار المبنى الذي كان فيه. وتولى المخرج رشيد مشهراوي توجيه الفرق الـ20 الموجودة في غزة من الخارج، ووصف هذه العملية بأنها بالغة الصعوبة.

من جانبه، أكد المخرج الفلسطيني المقيم في النرويج، محمد الجبالي، أهمية تسليط الضوء على القصص الفلسطينية خلال هذا الوقت الصعب. وأشار الجبالي إلى أن سرد القصص وروايتها أصبحت أكثر أهمية اليوم من أي وقت مضى. وقد قدم الجبالي فيلمه الأخير قبيل اندلاع الحرب بعنوان “الحياة حلوة”.

كانت العملية في غزة صعبة للغاية، حيث كان على المخرجين القتال من أجل حماية حياتهم وعائلاتهم، بالإضافة إلى البحث عن الطعام والحطب لإشعال النار. وكانت تلك الفرق تواجه العديد من التحديات، مثل الحصول على الأدوية لوالدة أحد المخرجين أو تأمين سيارة إسعاف لإنقاذ الأطفال، بينما كانوا يواجهون مأساة الحرب.

كان مشهراوي يصف العملية بأنها بالغة الصعوبة، حيث كانت هناك حاجة إلى انتظار أسابيع قبل الحصول على الاتصال بأي شخص، أو حتى للاتصال بشبكة الإنترنت لتحميل المواد المصوّرة. وبالإضافة إلى ذلك، كانت الفرق تنشغل بمشاكل الحرب اليومية مثل إيجاد خيمة للإقامة أو تأمين الإنسولين لوالدة أحد المخرجين.

جاءت أفلام “من المسافة صفر” ضمن مهرجان كان هذا العام، وثمة أعمال فلسطينية أخرى مثل فيلم “إلى عالم مجهول” للمخرج الفلسطيني الدنماركي مهدي فليفل، الذي يتناول واقع اللاجئين الفلسطينيين في أثينا. وقد نالت أعمال السينمائيين الفلسطينيين إعجاب الجمهور وتقديرهم في هذا الحدث السينمائي.

شاركها.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.