هذا الصيف، عندما تخطو خطواتك إلى القاعات الكبرى لقصر بالاتزو باربيريني في روما، ستجد نفسك وسط “يوم ليلي: الواقعية الأمريكية الجديدة”، معرض جذاب يُعرض أكثر من 150 عملًا فنيًا لفنانين أمريكيين من مجموعة توني وإيلهام سلامي. تم تنسيق هذا المعرض بواسطة ماسيميليانو جيوني وفلامينيا جيناري سانتوري، وهذا العرض يستكشف الواقعيات المتنوعة للحياة الأمريكية، وذلك بالتعاون مع مؤسسة آيشتي.
قام السلامي بإنشاء هذه المجموعة على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية، وأصبحت مؤسستهم واحدة من أكثر المؤسسات الفنية المعاصرة حيوية اليوم، وقد أسست بواسطة الزوجين الإيطاليين اللبنانيين توني وإيلهام سلامي. تعني عنوان المعرض “يوم ليلي” تقنية السينما التي تقوم بتصوير المشاهد الليلية في ضوء النهار، وهو يعكس بمجازية هدف المعرض في الكشف عن الحقائق العميقة تحت الحقائق الظاهرة للمجتمع الأمريكي.
أثناء تجولك في المعرض، سترى أعمالًا من فنانين مثل سيسيلي براون، جورج كوندو، وسيندي شيرمان، الذين يتحدون ويوسعون حدود الواقعية التقليدية. تتناول أعمالهم تعقيدات الحقيقة في عالمنا المعاصر، حيث يمكن أن تتشوش الحقائق في كثير من الأحيان. هذه الأعمال ليست مجرد للمشاهدة؛ بل تدعوك للانخراط في تأمل أعمق في ثقافة الأمريكية والأعراف الاجتماعية.
تُعطى هذه القطع الفنية العصرية بُعدًا جديدًا بوضعها داخل قصر باربيريني، الذي يضم أعمالاً فنية باروكية مهمة بما في ذلك أعمال كارافاجيو، تُشجع على التفكير في كيفية تغير تمثيل الواقعية والحقيقة من التصوير الدرامي في عصر الباروك إلى التعبيرات المُدروسة في فنون الحاضر الأمريكية.
يمتد تخطيط “يوم ليلي” عبر الأماكن الباروكية والروكو المترفة للقصر، مما يضع أُسسًا بصرية وموضوعية للحوار بين العمارة والأعمال الفنية. يعزز هذا الإعداد تجربتك، ويوفر عدسة تاريخية يمكنك من خلالها رؤية وتفسير الأعمال الفنية الحديثة.
يستمر المعرض حتى 14 يوليو 2024، ويقدم لك فرصة فريدة للتفاعل مع أحدث التطورات في الفن الأمريكي. سواء كنت من عشاق الفن المتمرسين أو تبحث ببساطة عن تجربة ثقافية غنية خلال زيارتك إلى روما، يعد هذا المعرض بتقديم استكشاف مفكر للموضوعات الحديثة من خلال وجهات نظر متنوعة لفنانين أمريكيين مشهورين.