حالة الطقس      أسواق عالمية

في المجال المهني، يُعتبر الوفاء شيئاً جيداً بالنسبة لمعظم الناس، ولكن يمكن أن يكون لديه عواقب ضارة عند أن يصبح شخص محسناً جداً لصاحب العمل. فالعاملون الذين لا يشعرون بالتفاعل في عملهم ولا يغادرون وظائفهم، لن يكونوا بالضرورة سفراء جيدين للشركة؛ كما أن الموظفين الذين يعملون لفترات طويلة قد يفتقدون إلى أفكار جديدة؛ وتشير بعض الأبحاث إلى أن الموظفين المخلصين أقل احتمالاً لتغطية أخطاء تحدث في شركاتهم.

في هذه الحلقة، تتحدث إيزابيل بيريك مع جيريمي بريتشايزن، الشريك الإداري لشركة Gallup في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، عن تقرير الشركة السنوي “حالة مكان العمل”، الذي كشف عن أن أكثر من نصف الموظفين في جميع أنحاء العالم يبحثون عن تغيير وظائفهم. كما تتحدث إيزابيل مع أنجلي رافال، رئيس تحرير الإدارة في صحيفة Financial Times، عن عيوب الولاء في مكان العمل.

تجدر الإشارة إلى أن الوفاء الزائد لا يفيد الشركة أو الموظف كثيراً، حيث إن العاملين الذين يبديون وفاءً زائداً قد لا يكونون سعداء أو ملتزمين بعملهم وذلك يمكن أن يؤدي إلى تدهور أداء الشركة. علاوة على ذلك، قد يتسبب الوفاء الزائد في نقصان الإبداع والابتكار، كما أنه يمكن أن يجعل الموظفين أكثر كلفة على المدى الطويل بسبب تقاعسهم عن تقديم أفضل أداء ممكن.

عندما يتأثر الموظفون بالادمان على العمل، قد يصبحون عرضة للإرهاق وفقدان الحماس، مما يؤدي إلى تدهور علاقتهم بالزملاء والأصدقاء خارج بيئة العمل. في هذا السياق، يصبح الوفاء الزائد عاملاً ضاراً، حيث قد يؤدي إلى تدهور صحة الموظف وإلى تناقص نوعية حياته الشخصية. وبما أن الإنسان هو الذي يمكن أن يحدد نجاح شركة، فإن الاهتمام برفاهية وسلامة الموظفين يجب أن يكون من ضمن أولويات إدارة الشركات.

بالنظر إلى أن العديد من الدراسات تشير إلى أن الموظفين الأكثر ولاءً قد يكونون أقل احتراماً للضوابط والقوانين المؤسسية، يصبح من الضروري السعي للتوازن بين الوفاء الذي يشجع على الالتزام والانضباط وبين الحاجة إلى الابتكار والتجديد. من هنا، يمكن للشركات أن تبني ثقافة عمل تشجع على الإبداع والتغيير، دون أن تقلل من أهمية الولاء والانتماء للفريق والمؤسسة بشكل عام.

شاركها.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version