علاج قرد إنسان الغاب السومطري بواسطة نبتة طبية كانت الحالة الأولى التي تم توثيقها لحيوان بري يقوم بعلاج نفسه. وذلك بعد أن تعرض لإصابة في وجهه، وقام بتمضغ أوراق شجرة وتطبيق عصير النبات على الجرح، مما أدى إلى شفائه خلال خمسة أيام فقط.
تشير الدراسة إلى أن هذا النوع من الأعشاب وغيرها مستخدمة كعلاجات تقليدية في المنطقة الممتدة من الصين إلى جنوب شرق آسيا، حيث تتمتع بخصائص مضادة للبكتيريا والالتهابات. وتقدم هذه الدراسة إضافة قيمة إلى فهمنا لسلوكيات العلاج الذاتي للحيوانات، وبخاصة الرئيسيات.
يشير البحث إلى أن هذا النوع من السلوك ليس مستغربا، حيث لاحظت دراسات سابقة أن قردة من نوع شمبانزي وبونوبو تقوم بتناول أوراق الأشجار التي تساعدها في مكافحة الطفيليات، وقد نقلت هذه المعرفة عبر الجنس الأنثوي.
الدراسة كشفت أيضا أن إنسان الغاب البورنيوي يستخدم نباتات طبية للعلاج، حيث تم ملاحظة تمضغ الأوراق وتطبيقها على أجزاء محددة في الجسم. يُشير البحث إلى أن هذا السلوك قد يكون نتيجة لتوريث معرفة النباتات الطبية عبر الأجيال.
يرى البحث أن هذا السلوك يمكن أن يكون ناتجا عن الابتكار الفردي الناجم عن حادثة عرضية، حيث قد يكون القرد وضع عن غير قصد عصير النبات على جرحه، وشعر بتأثير المسكن الذي جعله يشعر بالراحة. وتقوم القردة بتكرار هذا السلوك عدة مرات، مما يدل على إمكانية وجود هذا السلوك في مناطق أخرى.
