أشار تقرير جديد إلى أن الحرائق الهائلة في كندا وأجزاء من الأمازون في العام الماضي أصبحت أكثر احتمالاً بنسبة ثلاث مرات على الأقل بسبب تغير المناخ. ووفقًا لتقرير “حالة الحرائق” – الذي نشرته جامعة ايست انجليا ومركز المملكة المتحدة للبيئة والهيدرولوجيا والمركز الأوروبي للتنبؤات الجوية على المدى المتوسط – فإن هذه الحرائق تجعل حرائق الغابات في اليونان أكثر احتمالية بمقدار ضعفين. كما أظهر التقرير أن الحرائق في كندا، الأمازون واليونان كانت أكبر بكثير بسبب تغير المناخ.
شهد العالم العام الماضي حدوث حرائق هائلة لم تسبق لها مثيل. ادت الحرائق في كندا إلى إجلاء أكثر من 230 ألف شخص وفقدان ثمانية رجال إطفاء أرواحهم. كما شهدت أمريكا الجنوبية عدداً غير معتاد من الحرائق خلال الموسم 2023-2024، خاصة في شمال القارة. أدت الحرائق في ولاية أمازوناس البرازيلية وبوليفيا وبيرو وفنزويلا إلى تجربة منطقة الأمازون لأسوأ جودة هواء على الكوكب. حرائق في تشيلي وهاواي واليونان انتشرت بسرعة واحترقت بشدة، حيث توفي 131 شخصًا في تشيلي، و 100 في هاواي و 19 في اليونان. أشار د. ماثيو جونز، الباحث في مركز تايندال لبحوث تغير المناخ في الإمارات، إلى أن في كندا، تم تسجيل انبعاثات الكربون لنحو عقد من الزمان من الحرائق في موسم واحد – أكثر من 2 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون.
ناقش التقرير أيضًا أسباب الحرائق المتطرفة في ثلاث مناطق: كندا، غرب الأمازون واليونان. ووجدوا أن الظروف الجوية المتسمة بالحرارة والجفاف التي تجعل الحرائق أكثر احتمالًا للاشتعال تغيرت بشكل كبير بسبب تغير المناخ. أدت الظروف الجوية المتطرفة للحرائق في كندا إلى جعلها أكثر احتمالًا بثلاث مرات وفي اليونان بمقدار ضعفين. في الأمازوناس، جعلت الظروف الجافة والحارة الحرائق أكثر احتمالًا 20 مرة.
أشارت التوقعات الى أن تزيد تكرار وشدة الحرائق المتطرفة بحلول نهاية القرن الحالي، خاصة إذا استمرت انبعاثات الغازات الدفيئة بمعدل عالٍ. وأوضح العلماء أن زيادة في احتمالية الحرائق المستقبلية يمكن تقليلها من خلال تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة وبلوغ أهداف الكربون الطموحة. وأكدوا على ضرورة التقليل العاجل لانبعاثات الغازات الدفيئة وإدارة النباتات من أجل تقليل خطر وآثار الحرائق الشديدة على المجتمعات والنظم البيئية.