أظهرت دراسة جديدة أن المستويات العالية من المعادن الثقيلة التي كشفت في شعر لودفيج فان بيتهوفن تفسر احتمال تسممه بالرصاص، مما أثر على صحته وأدت لإصابته بالصمم وأمراض أخرى. وتم تحليل الحمض النووي في خصلتين من شعره واكتشاف تركيزات عالية من الرصاص بشكل مثير للقلق، إلى جانب زرنيخ وزئبق. وبينت الدراسة أن المعادن السامة العالية قد تفسر جزئياً سبب إصابته بمجموعة من الأمراض، مثل فقدان السمع ومشاكل في الجهاز الهضمي.
وأشارت الدراسة إلى أن المستويات العالية من المعادن السامة في الشعر قد يكون لها تأثير على صحة بيتهوفن، حيث يعتبر التعرض المستمر للرصاص سبباً محتملاً للأمراض التي أبتلي بها خلال حياته. وعلى الرغم من أن ارتفاع هذه المستويات يمكن أن يكون له تأثير سلبي على الجهاز الهضمي والكبد، إلا أنه من غير المرجح أن يكون هذا الارتفاع الوحيد سبباً مباشراً لوفاة الملحن.
وفي الوقت نفسه، أظهر فحص الحمض النووي لخصلات الشعر أن بيتهوفن كان مصاباً بالتهاب الكبد الوبائي B، مما جعله عرضة للإصابة بأمراض الكبد التي قد تكون سبباً في وفاته. بالإضافة إلى ذلك، كان يعتقد أن استهلاكه المنتظم للأسماك التي قد تحتوي على الزئبق والزرنيخ كان له دور في تفاقم حالته الصحية.
وتستند بعض الاحتمالات حول سبب تلوث شعر بيتهوفن إلى تناوله المنتظم للنبيذ المحتوي على مواد سامة، مثل خلات الرصاص، والتي كانت تستخدم كمواد حافظة في تلك الفترة. ويمكن أنّ تكون زجاجات النبيذ تحتوي على آثار من الرصاص أيضاً. وبالرغم من ذلك، يعتبر الباحثون أن هذه العوامل كلها ساهمت في تدهور صحة بيتهوفن وتفاقم الأمراض التي كان يعاني منها.
وختمت الدراسة بالتأكيد على أهمية فهم التاريخ الطبي لبيتهوفن لمساعدة العلماء والأطباء في تشخيص وعلاج مشاكل الصحة التي يعاني منها أشخاص آخرون في المستقبل. يبرز هذا البحث أهمية التحقيق في التعرض للمواد السامة وتأثيرها على صحة الإنسان، وضرورة توجيه الاهتمام لمثل هذه العوامل للحفاظ على صحة الأفراد والوقاية من الأمراض والمشاكل الصحية.