يتحدث هذا المقال عن تجربة العيش الجماعي في كوبنهاجن، حيث يوجد مركز المجتمع Absalon في منطقة Vesterbro الدنماركية. يتجمع ستة غرباء معًا لتناول العشاء هناك، حيث يتم تناول وجبة مشتركة “بنمط العائلة” على طاولة واحدة. تفيد الطهاة أن المزيد من الناس يبحثون عن الاتصال مع الآخرين من خلال الطعام بعد جائحة كوفيد-19، وهذا يعكس تزايد الطلب على هذه التجارب الاجتماعية في المدينة. يهدف Absalon إلى تقديم تصميم اجتماعي يسهم في تحطيم الحواجز وتعزيز التواصل بين الضيوف.
يبعث مفهوم العيش الجماعي بالعديد من الفوائد الاجتماعية، حيث يعود الأصل لعام 1859، بفتح أول مطبخ شعبي في Odense. وفي السنوات الأخيرة، شهدت كوبنهاجن إقبالًا متزايدًا على هذه التقاليد، مع تنظيم العديد من الأحداث الموجهة والتي تهدف للترويج لأسلوب حياة نباتي أو التصدي لهدر الطعام أو توفير فرص عمل للنساء الأقليات العرقية. تؤكد هذه المبادرات على فكرة أن الطعام يمكن أن يكون أداة هامة في تحقيق التغيير الاجتماعي.
رغم أن الدنمارك تشتهر بروحها التعاونية، فإنها تواجه التحديات التي تواجهها من فيروس كورونا. العديد من الدانماركيين يشعرون بالوحدة، وتشكل التجربة الجماعية لتناول الطعام حلاً لهذه المشكلة. يؤكد الأشخاص الذين يشاركون في مثل هذه التجارب على أنها تسهل عملية التواصل وتمنعهم من الكسل الاجتماعي، خاصة في فصل الشتاء.
توفر تجربة العيش الجماعي الفرصة للتفاعل مع أشخاص متنوعين ووجهات نظر مختلفة، وتسمح للضيوف بتبادل الحديث والتجارب بصورة طبيعية. يتم تقديم الأطعمة بأسعار معقولة تتراوح بين 3 و 15 دولارًا، مما يشجع على المشاركة والاستمتاع بالوجبات بجو من الصداقة والتواصل.
على الرغم من التحديات التي تواجه العيش الجماعي في كوبنهاجن، فإن الطلب المتزايد والتفاعل الذي يحظى به هذا المفهوم يوحي ببقاء هذه الأماكن والتجارب الاجتماعية الرائعة. يجذب Absalon عددًا متزايدًا من الزوار الجدد، الذين يساهمون في تعزيز التواصل والتضامن، ويخلقون تجارب مميزة تساهم في تقديم فرص جديدة للتعارف والتواصل بين الناس.