تحتفي جزيرة تاشيروجيما الصغيرة بالقطط بشكل كبير، حيث يعتبر ضريح القطط أحد المعالم الشهيرة في الجزيرة، والتي تقع قبالة الساحل الشمالي الشرقي لليابان. وتشتهر الجزيرة بتربية دودة القز، حيث كان يحتفظ المزارعون بالقطط لحماية حقولهم من الفئران وتأمين محاصيلهم. يعتقد الصيادون في الجزيرة أن القطط تجلب الحظ السعيد والسلامة، وأنها تعتبر من الحيوانات المقدسة والمحظوظة.
يعتقد بعض الناس في الجزيرة أن سلوك القطط يمكن أن يكون دليلاً على الطقس المقبل، حيث كانوا يراقبون تصرفات القطط قبل الخروج للصيد في البحر. وعلى الرغم من تاريخ عيش القطط بجانب البشر في الجزيرة لفترة طويلة، إلا أن حادثة خطأ قام بها صياد حين قطع قطة أثناء عمله، دفع سكان الجزيرة لبناء ضريح القطط كتعبير عن الأسف على الحادثة.
تعيش في جزيرة تاشيروجيما أكثر من 100 قطة بالإضافة إلى نحو 50 شخص. وعلى طول الطريق المرصوف الذي يمتد بين ميناءي الجزيرة، يمكن رؤية القطط تتنقل وتتناقل فيما بينها، وتتفاعل بشكل ودي مع السياح الذين يزورون الجزيرة. ورغم أن هناك عددًا قليلاً من المقاهي والنزل في الجزيرة، إلا أن السياح يستمتعون بتفاعلهم مع القطط وتجربة العيش بجوٍ من الهدوء والطبيعة.
تعد جزيرة تاشيروجيما وجهة سياحية محببة لعشاق الحيوانات والثقافة اليابانية، حيث يمكن للزوار التمتع بمشاهدة القطط الجميلة والتفاعل معها، واكتساب المزيد من المعرفة والثقافة الشعبية المحلية. وبالإضافة إلى ذلك، يقدم السكان المحليون في الجزيرة الضيافة والدفء للزوار، مما يجعل تجربتهم السياحية أكثر استمتاعًا وإثراءً.
تعد قصة ضريح القطط في جزيرة تاشيروجيما مثالًا على العلاقة الوثيقة التي تجمع بين البشر والحيوانات، حيث يعيشان معًا في سلام وتفاهم. فالقطط في الجزيرة ليست فقط حيوانات تربية لطرد الفئران، بل هي جزء من الثقافة المحلية والتقاليد التي تعبر عن روح الجزيرة وسكانها. ويرى السكان أن القطط لها دور هام في تعزيز الحظ والسعادة في حياتهم، ولهذا السبب يحتقرون ويقدرون تلك الحيوانات.
