في حالات عديدة لا يستطيع المستقبل اكتشاف السخرية في الرسالة القادمة من الآخرين، خصوصاً عندما تكون الرسالة مكتوبة، لأن اكتشاف نبرة السخرية أو الفكاهة في الكلام تعتمد بدرجة كبيرة على نبرة صوت المتحدث، وفي الوقت نفسه على مدى إدراك المستمع. ومن هنا جاءت فكرة فريق بحث هولندي لاستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي والبرمجة لتطوير تقنية لرصد الروح الدعابة في الرسائل، حيث تستطيع هذه الخوارزميات إدراك الحديث الساخر.
تم استخدام السمات الصوتية مثل درجة الصوت وسرعة التحدث وقوة الكلام من قبل الفريق البحثي في جامعة جورنجين الهولندية، لتحويل الكلام إلى نص يمكن تحليل المشاعر الحقيقية للمتحدث، والرسالة التي يريد توصيلها بين السطور. كما تم تخصيص رسوم تعبيرية لكل مقطع كلام يعكس محتواه العاطفي، بهدف تطوير تقنية تجمع بين البيانات السمعية والنصية جنباً إلى جنب مع الرموز التعبيرية لإجراء تحليل شامل لطبيعة الكلام.
تعتبر هذه التقنية الجديدة حيوية ومبتكرة، وربما قد تؤدي إلى حصول الباحثين على جائزة “نوبل” إذا نجحوا في تطوير تقنية تستطيع رصد أو تفسير العناصر التي لا يمكن لأجهزة الكمبيوتر حاليًا تفسيرها أو رصدها. ومن المهم بذلك أن يقدم الفريق البحثي بحثه إلى الاجتماع المشترك للجمعية الأميركية للصوتيات والجمعية الكندية للصوتيات كخطوة أولى.
بعد أن تتلاشى الضجة حول المؤتمر، يأمل جاو وزملاؤه في إضافة مجموعة من التعبيرات والإيماءات التي يستخدمها الناس لتسليط الضوء على عناصر السخرية في الكلام في تقنيتهم. تلك العناصر تحتاج إلى دمجها بشكل أفضل في المشروع من أجل تحقيق النجاح وتطوير النهج الذي يستند إلى الذكاء الاصطناعي والبرمجة.
هذا يعكس الجهد المستمر الذي يبذله الفريق البحثي في جامعة جورنجين الهولندية من أجل تحسين تقنيات التعرف التلقائي على السخرية والدعابة في الرسائل، وتحويلها إلى نص قابل للتحليل والفهم. بذلك، يمكن أن تكون هذه الابتكارات الهامة مفيدة لعدد كبير من التطبيقات المختلفة التي تعتمد على الاتصالات الكتابية والصوتية في المجتمع المعاصر.
