برأ الياباني إيواو هاكامادا، البالغ 88 عاماً، من جريمة قتل أودت بأربعة أشخاص، كان قد أدين بارتكابها سنة 1968، حيث أمضى 56 عاماً منتظراً تنفيذ حكم الإعدام في حقه. وبعد انتظار طويل، تم برؤه من التهمة وإطلاق سراحه. وقد كان هاكامادا يعتبر السجين الذي أمضى أكبر عدد من السنوات في انتظار تنفيذ حكم الإعدام في العالم، مما تسبب في إرهاقه جسدياً وعقلياً خلال هذه السنوات الطويلة.
وقد ظهر هاكامادا، الذي كان يرتدي سترة بلا أكمام فوق قميص بلون فاتح وقبعة، وهو يسير ببطء بمساعدة امرأة قبل ركوب السيارة بعد البراءة التي حصل عليها. وفي الوقت نفسه، حرص أهله على عدم مشاهدته التلفزيون أثناء صدور الحكم، بدافع حماية مشاعره وحمايته من التأثيرات النفسية السلبية. كملاكم سابق وموظف في شركة تصنيع الميسو (فول الصويا المخمر)، اتُهم هاكامادا بقتل رئيسه وثلاثة أفراد من عائلته في عام 1966، وقد حكم عليه بالإعدام بعد عامين من الجريمة.
تم اعتقال هاكامادا ومحاكمته وإدانته في عام 1968، ومن ثم أمضى سنوات طويلة في السجن بانتظار تنفيذ حكم الإعدام في حقه. ويعتبر الحكم بالإعدام وتنفيذه واحداً من أهم العقوبات في القانون الياباني، ولكن في هذه الحالة تم تبرئة السجين وإطلاق سراحه بعد مرور عقود من الزمن. وقد تم استقبال هاكامادا بفرحة واحتفاء من قبل أهله وأصدقائه بعد إعلان البراءة، في خطوة غير متوقعة بالنسبة له وللمجتمع بأسره.
تعتبر قضية هاكامادا من القضايا النادرة التي تنتهي ببراءة المتهم بعد قضاء سنوات طويلة في السجن بانتظار تنفيذ حكم الإعدام. وقد أشار بعض النقاد إلى أهمية إعادة النظر في نظام العدالة الجنائية وسرعة التسرع في إصدار أحكام بالإعدام في القضايا التي قد تكون هناك شكوك فيها. ورغم أن هاكامادا أمضى سنوات في السجن، فإن إطلاق سراحه يعتبر خطوة إيجابية تعكس التركيز على تحقيق العدالة وتجنب الظلم.
في النهاية، تم تبرئة إيواو هاكامادا من جريمة قتل أودت بأربعة أشخاص بعد انتظار طويل لتنفيذ حكم الإعدام في حقه. وقد أعادت هذه الحادثة إلى الواجهة الحديثة النقاش حول عقوبة الإعدام وعدالتها في العديد من الدول، بما في ذلك اليابان. ومع ذلك، يبقى القرار ببراءة هاكامادا حالة فريدة، ويجب أن يدفع باتجاه إعادة التفكير والنظر في سياسة العقوبة الجنائية لضمان الحفاظ على حقوق الأفراد وتجنب الظلم في المستقبل.
