تعد بلدية دبي من أكبر المؤسسات الحكومية في دولة الإمارات، وهي المؤسسة الرائدة والمحركة لنمو إمارة دبي وتطورها، سواء لناحية الخدمات المبتكرة التي تقدمها أو لناحية الأنشطة والأعمال والمشاريع الكبيرة التي تنفذها. تأسست نواة بلدية دبي في عام 1954 بكادر فني لم يتجاوز سبعة موظفين، قبل أن يصدر أول مرسوم بإنشائها رسمياً في 28 فبراير من عام 1957، حيث عُيّن بموجبه أعيان الإمارة وتجّارها أعضاء في المجلس البلدي.
اختير مبنى بلدية دبي من بين المواقع التي اعتمدها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ضمن مشروع حماية المواقع والأبنية التراثية الحديثة في دبي، بهدف المحافظة على هوية الإمارة وموروثها الحضاري والعمراني. أثبتت بلدية دبي عبر السنوات تميزها في إدارة المهام والمسؤوليات الموكلة إليها، وأسهمت في جعل دبي ضمن مصاف المدن العالمية الأكثر تقدمًا واستدامة.
تألف المجلس حينها من ثلاثة وعشرين عضوًا بصلاحيات محدودة تخطت مهام الحفاظ على جمالية ونظافة مدينة دبي، لتشمل تقديم المقترحات البناءة للحكومة ورعاية الشؤون الصحية والعمرانية للمدينة، كما تم تنظيم البناء وتنسيق وتجميل مدينة دبي. في عام 1961، أصدر المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم أمرًا محليًا بتأسيس مجلس بلدية دبي، وشهد ذلك مراحل تطويرية عديدة. في عام 1980، أصدر مرسوم تشكيل المجلس البلدي الذي يتألف من 32 عضوًا، وتولى الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم رئاسة بلدية دبي.
في عام 1979، خلال زيارتها الرسمية لدولة الإمارات، افتتحت الملكة إليزابيث الثانية مبنى البلدية الجديد، وكانت في استقبالها المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، الذي كان يشغل منصب وزير المالية والصناعة ورئيس البلدية. تم ترميم المبنى الأصلي لبلدية دبي عام 1999 ليصبح متحفًا يعرض تاريخ البلدية، وافتتح رسميًا في عام 2006. الذي يتضمن أربع قاعات رئيسية، تحتوي على معروضات ووثائق تروي تاريخ تأسيس البلدية ومديريها.
