اكتشف الباحثون أن فئران المختبر أثناء التجارب العلمية بدأت تقوم بالتصرف بشكل غير متوقع وترتكب الأخطاء بصورة متعمدة. وأشار الدكتور كيشور كوتشيبوتلا إلى أن هذا السلوك غير المألوف للفئران يمكن أن يكون نتيجة لتوترها أو لرغبتها في اكتشاف بيئتها واختبار معرفتها الخاصة.
لتحدي هذه النظرية، قام الدكتور كوتشيبوتلا وزميله زيي تشو بتجربة تتضمن توجيه الفئران العطشى للقيام بمهمة معينة ومنحهم مكافآت في حال اتباع القواعد. وبعد تحسن أداء الفئران مع مرور الوقت، قام الباحثون بوقف المكافآت، فأظهرت الفئران دقة أكبر في الاستجابة للأصوات التي تسمعها.
وأظهرت التجارب أن الفئران تتبع استراتيجية بسيطة أثناء الاستكشاف، حيث يتحركون إلى اليسار لفترة من الوقت ثم يتحولون إلى اليمين لاستكشاف ما هو من حولهم. وقد أوضح الباحث تشو أن الفئران تملك استراتيجية تفكير تتجاوز توقعات البعض.
وأصبح الدكتور كوتشيبوتلا مثل “طبيب نفسي” للفئران أثناء إجراء التجارب لفهم سلوكها وتفسير تحركاتها. ومثلما يحدث مع الأطفال الرضع الذين لا يستطيعون التحدث، كان على الباحثين تحليل العمليات العقلية الأساسية للفئران من خلال تحليل سلوكها.
واعتبر الباحثون هذه التجارب ممتعة ومثيرة، حيث كانوا يحاولون فهم ما يدور في عقول الفئران ومعرفة أسباب سلوكها الغير مألوف. وأكد الدكتور كوتشيبوتلا أهمية التفكير في الأمور من منظور الحيوان لفهم سلوكهم وتوجيه التجارب العلمية بشكل أفضل.