مصطلح “هيكيكوموري” يشير إلى الانسحاب الاجتماعي والعزلة التي يمكن أن يعاني منها الأفراد، سواء كانوا مراهقين أم بالغين. تم تسمية هذه الظاهرة بهذا الاسم في اليابان، وتعني بشكل حرفي الانسحاب والوجود داخل المنزل، وهي تعتبر متلازمة ثقافية تم دراستها على نطاق واسع في اليابان وانتشرت الآن بشكل عالمي.
تشير دراسات أجريت في عام 2023 إلى أن الهيكيكوموري يعتبر شكلًا متطرفًا من الانسحاب الاجتماعي ويتأثر بعوامل مختلفة مثل الحالات النفسية، وسمات الشخصية غير التكيفية، وديناميات الأسرة السلبية، والتجارب السلبية مع الأقران، والضغوط المجتمعية، واستخدام الإنترنت المفرط.
كشفت أبحاث حكومية يابانية أن هناك ملايين من الأشخاص الذين يعيشون حالة العزل الاجتماعي، مما يثير قلقًا بشأن تفاقم مشكلة الوحدة. وانتشار الظاهرة لا يقتصر على اليابان فقط، بل تمتد إلى العديد من البلدان المتصلة رقميًا ببعضها البعض.
سبب الهيكيكوموري يعود في الغالب إلى العلاقات الشخصية، وأظهرت الدراسات ارتباطًا بين الهيكيكوموري وعوامل الخطر للانتحار، وتبرز عوامل مثل اليأس والتعب من العلاقات والجزم والخوف كعوامل تساهم في انسحاب الأفراد من المجتمع.
هناك أمل في تكامل الهيكيكوموريين مرة أخرى في المجتمع، حيث يمكن للعوائل الدعم والمساعدة في بدء عملية التعافي. بدءً من الخطوات الصغيرة وتوفير الدعم العاطفي والعلاج العائلي ودعم الصحة العقلية، يمكن للأفراد الذين يعانون من الهيكيكوموري التدريجي بدء مغادرة منازلهم وإعادتهم إلى المجتمع.
