التقطت مركبة “مارس إكسبريس” صورًا جديدة لأشكال صغيرة داكنة تشبه العناكب على سطح الكوكب الأحمر، وقد تم رصدها بواسطة الأقمار الاصطناعية وهي تنمو من خلال الشقوق الموجودة في المنطقة المعروفة باسم مدينة “الإنكا” بالقرب من القطب الجنوبي للمريخ. يُعتقد أن هذه الظاهرة ناتجة عن تأثير ضوء الشمس الربيعي على طبقات ثاني أكسيد الكربون المتراكمة خلال فصل الشتاء الداكن على الكوكب الأحمر.
يتحول جليد ثاني أكسيد الكربون في الطبقة السفلية إلى غاز بفعل الحرارة، مما يساهم في تشكيل هذه التكوينات العنكبوتية المتشققة التي تتراوح بين 45 مترًا وكيلومتر واحد على سطح المريخ. يتسبب الغبار الناتج من هذه العملية في انفجار من قمع الغبار العلوي، شبيها بتدفق الماء من السخان، قبل أن يترسب على السطح ويشكل هذه الهياكل الغريبة.
لا يزال المسؤولون في وكالة الفضاء الأوروبية لا يعرفون بالضبط كيف تم تشكيل هذه التكوينات العنكبوتية. من الممكن أن تكون الكثبان الرملية التي توجد في المنطقة قد تحولت إلى حجر مع مرور الوقت، وقد تكون التلال عبارة عن هياكل متعرجة مرتبطة بسير تدفق الأنهار الجليدية على السطح الكوكبي.
يعتقد الخبراء أن هذه التشكيلات الغريبة قد توفر نافذة إلى الماضي البعيد للمريخ وعمليات التغيرات المناخية التي شهدها. إذ يمكن لدراسة هذه الظواهر المريخية أن تساعد في فهم آثار الانقلابات الجوية وتغيرات المناخ وتطور الكوكب على مدى آلاف السنين، وبالتالي فهم تاريخ المريخ بشكل أفضل. تلك البيانات التي تقدمها الصور الجديدة يمكن أن تلعب دورًا رئيسيًا في البحث والاستكشاف المستقبلي للكوكب الأحمر وإعداد التوقعات لحياتنا على الأرض وخارجها.
