أظهرت دراسة أجريت في إيطاليا أنه يمكن استخدام اختبار بسيط لتشخيص مرض التوحد في الأطفال في سن مبكرة تبلغ 6 أشهر. الباحثون أوضحوا أن تشخيص التوحد في وقت مبكر يمكن أن يساعد في تخفيف الأعراض مع تقدم العمر. ويعتبر اضطراب طيف التوحد حالة عصبية تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة وتستمر مدى الحياة بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الحالة الاجتماعية.
وأشارت الدراسة إلى أن الأطفال المعرضين للخطر بسبب وجود أخ كبير لديهم مصاب بالتوحد كانوا أكثر عرضة للإصابة بالمرض. وأجرى الباحثون الاختبارات على 19 رضيعًا وراقبوهم على مدى عامين لمعرفة ما إذا كان المرض سيتطور لديهم. قامت هذه الاختبارات الإحصائية بتقييم قدرة الرضع على اكتشاف الأنماط ومن ثم مراقبة مهارات التواصل الاجتماعي لديهم عند سن أكبر.
وخلال فترة الاختبار، مكّن الباحثون الأطفال من التعرض لأنماط مختلفة من الصور وقياس تفاعلهم. وأظهرت النتائج أن الأطفال الذين اجتازوا الاختبارات بشكل سيء كانوا أكثر عرضة لتطور التوحد مع تقدمهم في العمر. وعلى الرغم من أن النتائج أولية، إلا أن هناك حاجة لإجراء مزيد من الدراسات لتأكيد فعالية هذا الاختبار في تشخيص التوحد لدى الرضع في مراحل مبكرة.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون هذا الاختبار مفيدًا في تحسين العلاج والدعم للأطفال المصابين بالتوحد منذ سن مبكرة، مما يمكن أن يساعد في تقليل الأعراض وتحسين نوعية الحياة لهؤلاء الأطفال. ويتضمن العلاج للأطفال الذين يعانون من التوحد مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات العلاجية التي تهدف إلى تحسين مهاراتهم الاجتماعية والاتصالية.
في النهاية، من المهم أن يستمر البحث والتطوير في هذا المجال للكشف عن طرق جديدة وفعالة لتشخيص وعلاج مرض التوحد في وقت مبكر. ويمكن لهذه الاكتشافات الجديدة أن تلعب دورًا كبيرًا في تحسين حياة الأطفال المعرضين للخطر وأسرهم وتوفير الدعم اللازم لهم لبناء مستقبل أفضل.