عندما يندلع الفوضى، يكون إدارة الأزمات آخر خط دفاع يمكن أن يحمي المنظمة من الكوارث. يجب أن نعتبر إدارة الأزمات كأحد أهم عناصر إدارة المخاطر الحديثة. ومع ذلك، لسنوات طويلة، لم تحظى هذه المجال بالاهتمام الكافي من الإدارة العليا والجهات التنظيمية كما يستحق.أمثلة أخيرة على فشل إدارة المخاطر في المؤسسات المالية هي انهيارات بنك سيليكون فالي وكريديت سويس العام الماضي. وبعد ذلك، قام العديد من النشرات التجارية باستعراض الأخطاء التي قامت بها قيادة البنوك والدروس المستفادة من أجل تجنب وقوع كوارث مماثلة في المستقبل. ومع ذلك، لم يُذكر تقصير إدارة الأزمات في كل من بنك سيليكون فالي وكريديت سويس، على الرغم من نقصهما في استراتيجيات يمكن إتخاذها لتجنب هذه الكوارث.إحدى الدروس المركزية من أزمات البنوك في عام 2023، يجب ان تكون أهمية قصوى لإطار فعال لإدارة الأزمات. في المشهد الحديث، يجب ان يتضمن هذا الإطار الأساسي خمس عناصر أساسية وقابلة للتنفيذ للاستجابة للأزمات بشكل متين. هذه العناصر تتضمن: تحديد الأزمة، تخطيط الطوارئ، إدارة الأزمات، أنظمة معلومات الإدارة والتواصل في الأزمات.وأخيرا، والأهم من ذلك، يجب على المنظمات أن تجري تدريبات عمل عملية لإطارات إدارة أزماتها، في شكل تمارين الحروب. تتيح هذه التدريبات اختبار وتنقيح استراتيجيات التقليل من الأضرار الناتجة عن الأزمات، وتدريب الأفراد المسؤولين عن تنفيذ الإجراءات المحددة، كما يتيح فحص التدريب مدى جدوى إدارة الأزمات كآلية موثقة وتم اختبارها بدقة، جاهزة للتفعيل في حالات حرجة، بدلاً من كونها فقط مكتوبة في بيانات رسمية ومستندات سياسية لإرضاء المدققين والجهات التنظيمية. عندما يتعرض وجود المنظمة برمتها للخطر، تصبح إدارة الأزمات الآلية التي تضمن هبوطاً ناعماً في الحالات الصعبة. يجب أن تكون من أهمية قصوى لمجالس الإدارة والإدارة العليا، ضمان استعدادهم لمواجهة العواصف المستقبلية.
إدارة الأزمات: الخط الأخير للدفاع
مقالات ذات صلة
مال واعمال
مواضيع رائجة
النشرة البريدية
اشترك للحصول على اخر الأخبار لحظة بلحظة الى بريدك الإلكتروني.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.