أظهر استطلاع أجري للبالغين في المملكة المتحدة وبعض الدول الأخرى أن البريطانيين يعتبرون هواتفهم المحمولة أكثر أهمية بكثير من الفرنسيين والألمان والأميركيين. ووفقًا للدراسة التي أجرتها منظمة “مور ان كومن”، يبين أن 44% من البالغين في المملكة المتحدة يتفقدون هواتفهم المحمولة كل ساعة، بينما تبلغ هذه النسبة 29% في فرنسا، و25% في ألمانيا، و41% في الولايات المتحدة.
وأظهرت الدراسة أيضًا أن 14% من البالغين لا يمضون أكثر من 15 دقيقة دون التفقد لهواتفهم المحمولة، مما يرجع جزئيًا إلى التأثير الكبير الذي تمتلكه وسائل التواصل الاجتماعي على حياة الناس. ورغم أن البريطانيين يحتلون المرتبة الأولى في الاهتمام بالهواتف المحمولة، إلا أنهم يواجهون مشكلة في تحديد الحدود لاستخدام هذه الأجهزة، خاصة بين الأطفال.
وفي نقل انخفاض في النسبة المئوية للألمان الذين يتفقدون هواتفهم المحمولة كل ساعة إلى عدم وجود حسابات لهم على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يستخدم نصف الألمان فقط مثل هذه المنصات. وبحسب الدراسة، يرى ثلثي البريطانيين أن وسائل التواصل الاجتماعي لها تأثير سلبي على الأطفال، وهذا يعكس القلق الذي يشعر به بعض الآباء في السيطرة على وقت استخدام الهواتف المحمولة من قبل أطفالهم.
تشير الدراسة إلى أن نصف الآباء في المملكة المتحدة يواجهون صعوبة في تحديد الوقت الذي يقضيه أطفالهم في استخدام الهواتف المحمولة، مما يظهر تحديًا جديًا للعائلات في التوازن بين استخدام تكنولوجيا الهواتف والتفاعل الاجتماعي والحياة اليومية. ويعكس هذا الاتجاه العالمي التحول الكبير في نمط حياة الناس مع الهواتف المحمولة، ويتطلب التحديث المستمر في سيطرة الأباء على استخدام الأطفال للتكنولوجيا.
بصفة عامة، يعكس الاهتمام المتزايد بالهواتف المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي تحولًا ثقافيًا هامًا يؤثر على عادات الناس وطرق تفاعلهم في الحياة اليومية. وفي ظل تلك التحولات، من المهم أن تقدم الأبحاث والدراسات النقاط الإيجابية والسلبية لهذا النوع من التكنولوجيا، وتساعد الأسر في فهم أفضل لتأثيرها على الحياة العائلية والاجتماعية. وقد يوجه هذا الإدراك إلى ممارسات جديدة لضبط استخدام الهواتف المحمولة وتوجيهها بشكل أفضل نحو تحقيق التوازن في الحياة اليومية.
