لم يرَ العالم شيئًا مثل الدمار الهائل للإسكان في غزة منذ الحرب العالمية الثانية، وسيستغرق الأمر على الأقل حتى عام 2040 لاستعادة المنازل التي دمرها القصف الإسرائيلي والهجوم البري إذا انتهت الصراع اليوم، وفقًا لتقرير الأمم المتحدة الذي صدر يوم الخميس. تقرير الأمم المتحدة يصف الوضع بأنه كارثي ويشير إلى ضغوط هائلة تتزايد بشكل تصاعدي على السكان في غزة، حيث أن الحرب التي شنت بعد هجوم مفاجئ من حماس في جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر قد أدت إلى زيادة وفيات تبلغ 5% من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
تصوّر تقرير يقدمه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي واللجنة الاقتصادية لغربي آسيا صورة مأساوية للصراع في غزة، حيث فقدت 201,000 وظيفة منذ بدء الحرب وتقلصت الاقتصاد بنسبة 81% في الربع الأخير من عام 2023. عبد الله الدرداري، المدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية، كشف عن انهيار استثمارات تقدر بحوالي 50 مليار دولار في غزة بسبب الصراع، ودخل 1.8 مليون فلسطيني إلى حالة الفقر. تعيش غزة تحت حصار مفروض من إسرائيل ومصر منذ تولي حماس السلطة في 2007، مما يضع قيودًا صارمة على ما يدخل ويخرج من الإقليم، ويواجه مستوى عالٍ من البطالة تصل إلى 45%، وتصل إلى ما يقرب من 63% بين العمال الأصغر سنًا.
ذكر التقرير أن مؤشر التنمية البشرية للأمم المتحدة – الذي يقيس قضايا أساسية لحياة طويلة وصحية وللحصول على معرفة وتحقيق معايير معيشية لائقة – قد تأخر أكثر من 20 عامًا في غزة. وقال التقرير إن أساس الاقتصاد الإنتاجي قد تم تدميره، وتكبدت القطاعات خسائر تزيد عن 90%، حيث تقدر أن الناتج المحلي الإجمالي لغزة قد ينخفض بنسبة 51% في عام 2024. وأكد الدرداري أن التركيز الآن هو على التخطيط للتعافي المبكر، وأن هناك حاجة ماسة لإزالة الأنقاض وإعادة بناء المنازل التي دمرتها الحرب، ولا شيء مثل هذا الدمار منذ الحرب العالمية الثانية.
وأشار الدرداري إلى أن التقدير الأولي لتكلفة برنامج التعافي المبكر لثلاث سنوات، الذي سيرجع مئات آلاف الفلسطينيين إلى مأويات مؤقتة في مواقعهم الأصلية بدعم المجتمع، تتراوح بين 2 و3 مليار دولار. وأكد على أن التركيز الآن هو على التخطيط للتعافي المبكر وأنه من الضروري وضع إطار يركز على الفلسطينيين وملكيتهم للحلول المبكرة بعد انتهاء الحرب. يقول الدرداري إنه لم يرَ شيئًا مثل هذا منذ عام 1945، منذ الحرب العالمية الثانية، ويعد هذا الدمار غير المسبوق هو التحدي الحالي الذي يواجهه الفلسطينيون في غزة.