حالة الطقس      أسواق عالمية

أظهرت دراسة حديثة أن الأشخاص كبار السن الذين لا يكونون مُتحيّرين بما يأكلون يتمتعون بوظائف عقلية أفضل من أقرانهم الذين يكونون مُتشددين في اختيارهم للطعام. وبحسب Nature Mental Health، قامت دراسة من خلال بنك المعلومات الوراثي في المملكة المتحدة بتحليل تفضيلات ورفضات الطعام لنحو 182,000 بريطاني مسن، ولكن بدلاً من التركيز على تأثير نظام غذائي معين، استكشف الفريق الارتباط بين تفضيلات المشاركين ورفاهيتهم العقلية.

وبعد تحليل البيانات، ظهر اتجاه؛ فكان الأشخاص الذين يتمتعون بذوق واسع ونهج شامل في تناول الطعام يُظهرون أداءً أفضل في الاختبارات العقلية من أولئك الذين لديهم تفضيلات محدودة أو استبعادات صارمة. وتشير هذه النتائج إلى أن النظام الغذائي المحدود، مثل النباتي، النباتي الصرف، الغني بالبروتين وغيرهم قد لا يكون الخيار الأمثل لصحة الدماغ.

وأظهرت نتائج الدراسة “أن التفضيلات الغذائية المحددة لها علاقات كبيرة بالصحة العقلية، ووظائف الإدراك، والمؤشرات الدمية والأيضية وتصوير الدماغ”، كما قالت ريبيكا ماكفرسون، أستاذة مشاركة في جامعة بروك بأونتاريو، كندا في بريد إلكتروني إلى صحيفة واشنطن بوست.

وفي إحدى أكبر وأطول الدراسات الصحية في العالم، تم طلب من متطوعي بنك المعلومات الوراثي في المملكة المتحدة ملء استبيان يقيم تفضيلاتهم لـ 140 نوعًا من الأطعمة والمشروبات باستخدام مقياس من 1 إلى 9، حيث يمثل 1 “كراهية شديدة” و9 “إعجاب شديد”.

وشمل الاستبيان 10 فئات: الكحول، المشروبات، الألبان، التوابل، الفواكه، الأسماك، اللحوم، الوجبات الخفيفة، النشويات، والخضروات. ووجد الباحثون أن 57% من المشاركين أظهروا تفضيلات متوازنة عبر جميع الفئات. ومن بين السكان المتبقيين، أفضل 18% اتباع الأطعمة خالية من النشويات أو النشويات المخفضة، وانحدر 19% إلى نظام غذائي غني بالبروتين وفقير بالألياف، وفضل الـ 5% المتبقي عبارة عن نظام نباتي.

على عكس الحكم التقليدي ووفقاً للباحث وي تشنغ، فإن الذين ينتمون إلى الفئة النباتية “أظهروا حساسية متزايدة” لأعراض القلق والاكتئاب وأشكال أخرى من الضغوط العقلية. بالإضافة إلى ذلك، كان الأشخاص الذين أبلغوا عن تفضيلهم للبروتين العالي والألياف المنخفضة أكثر عرضة للإبلاغ عن أعراض القلق و”الرفاهية المنخفضة”.

ويعتقد الباحثون أن النظام الغذائي المتوازن وغير القيودي قد يكون المفتاح للحفاظ على الإدراك مع التقدم في العمر، ويصف هؤلاء الخبراء النظام الغذائي “المتوازن” بأنه يشمل الخضروات، والفواكه، والحبوب، والمكسرات، والبذور، والألبان، والبيض، والأسماك.

ومع ذلك، قد لا تكون الصورة لتفضيلات الأطعمة وخط الفصل بين ما نأكله والوظائف العقلية واضحة كما تقترح الدراسة. حيث أوضح واشنطن بوست، أن المشاركين في بنك المعلومات الوراثي في المملكة المتحدة يميلون إلى أن يكونوا أكثر صحة بالمقارنة بالسكان العامة. بالإضافة إلى ذلك، البيانات تظهر فقط الارتباط بين التفضيلات والصحة العقلية، وليس الاستهلاك الفعلي للطعام، مما يشير إلى أن الأشخاص الذين يفضلون مجموعات غذائية معينة قد يكون لديهم سمات أخرى تؤثر على الصحة العقلية.

ودعمت دراسة بنك المعلومات الوراثي دراسات أخرى توضح العلاقة بين ما نأكل ووظائف الدماغ. حيث يرتبط النظام الغذائي “الغربي”، المليء بالسكر والدهون المشبعة، بانخفاض وظائف الدماغ وأعراض الاكتئاب، مما يجعلنا سمينين، بلهاء، وقد يشكّل خطراً على القدرة على الانجاب، بينما تبين أن النظام الياباني، الذي يفضل الأسماك والأرز والتخمير، يمكن أن يحد من الخرف. وبالمثل، أظهر النظام البحري المشهود به والمتوازن جيدًا أنه قد يدعم وظيفة الدماغ مع تقدمنا في العمر.

والفوائد من العيش حياة البحر الأبيض المتوسط لا تتوقف هنا، حيث ذكرت الصحيفة أن النظام الغذائي قد يساعد في تقليل أعراض اضطراب ما بعد الصدمة من خلال الجهاز الهضمي في حين أظهرت دراسات أخرى أن الأشخاص الذين يلتزمون بالنظام الغذائي قد يقللون من فرصهم للوفاة المبكرة بنسبة 29%.

شاركها.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version