يحتاج الجهاز الصحي الوطني في إنجلترا إلى 3 سنوات إضافية للتعافي تمامًا من جائحة كوفيد-19 بسبب نقص الاستثمار في مباني المستشفيات والمعدات الطبية، مما يعيق قدرته على استغلال تدفق موظفين جدد. وفقًا للرئيس السابق ريتشارد ميدينجس، فإن الخدمة الممولة من قبل الضرائب تواجه صعوبة “صيصيفية” في تلبية الطلب الذي يوحي به “سلوكيات العالم الحديث”، بما في ذلك القمار واستهلاك الأطعمة المصنعة بشكل شبه كامل. على الرغم من زيادة عدد الأطباء الاستشاريين بنسبة 16 في المائة خلال السنوات الأربع من ديسمبر 2019، إلا أن الجهاز الصحي الوطني فشل في تأمين زيادة مقابلها في رعاية المرضى، وفقًا لميدينجس.
ومع ذلك، يعتقد ميدينجس أن السبب الرئيسي في ذلك يعود إلى نقص الاستثمارات الرأسمالية وأن الجهاز الصحي الوطني يعاني من عجز تقديري بقيمة 12 مليار جنيه استرليني في الإنفاق على المباني والمعدات. يخطط مسؤولو الجهاز الصحي المحليون الآن لإعداد استراتيجية عاشرة للاستثمارات الرأسمالية. فيما يستعد مجالس الرعاية المتكاملة، المسؤولة عن شراء الرعاية للسكان المحليين، لوضع خطة لحساب الاستثمارات اللازمة لتعزيز الإنتاجية.
رغم تقدم الجهاز الصحي في فتح مراكز التشخيص المجتمعية، يظل عدد المستشارين في ذروة انتظار الرعاية الغير طارئة أعلى من 7 ملايين في يوليو الماضي. وعلى الرغم من انخفاض القائمة في وقت لاحق، فإن الأمر لا يزال أقل بكثير من العلاجات المعلقة في يناير 2023.يقول ميدينجس إن الجهاز الصحي الوطني يوفر مستويات قياسية من الرعاية ويقوم شهريًا بأكثر من 1.5 مليون إجراء جراحي غير طارئ، مشيرًا إلى أنه يواصل تقليل الانتظارات الطويلة.
برنامج المستشفيات الجديد هو أحد المخططات الرئيسية في خطة البنية التحتية الحالية للجهاز الصحي والتي تتلقى دعمًا بأكثر من 20 مليار جنيه في تمويل حكومي. وعلى الرغم من التفاؤل الذي عبر عنه ميدينجز حيال تحقيق كل من هذه المشاريع بالهدف المحدد لعام 2030- 2031، إلا أنه حذر من صعوبة الاستمرار في تدفق الأموال للمشاريع العامة الكبيرة. من جهته قد طرحت ورقة بيضاء في الحكومة السابقة حول القمار تقترح فرض رسوم على الشركات بهدف توفير حوالي 100 مليون جنيه استرليني سنويًا للعلاج في الجهاز الصحي الوطني.
يشير ميدينجز إلى أن الجهاز الصحي يواجه مهاماً صعبة بسبب الزيادة السكانية وتقدم العمر، بالإضافة إلى “تغير أنماط الطلبات، بعضها ناتج عن سلوكيات العالم الحديث، مع طعام مصنع بشكل كبير”. ولفت إلى أن البدانة الانتشار في إنجلترا بنسبة واحدة من كل أربعة أشخاص، وهو الأمر المرتبط بـ 13 نوعًا من السرطان، مما يضطر رؤساء الصحة إلى شراء “سيارات إسعاف أكبر، مع أسرّة عريضة”. تم فتح المركز الخامس عشر لعلاج القمار مؤخرًا في الجهاز الصحي وقد ارتفع عدد الأطفال والشباب الذين يلجأون إلى البحث عن مساعدة للقلق واضطرابات الصحة النفسية بنسبة 48 في المئة منذ 2019-2020، حسبما أشار ميدينجز.