ظهرت النمسا كأحد الحصان الأسود الذي قد يحقق تقدمًا كبيرًا في يورو 2024. فعلى الرغم من أن فريق رالف رانجنيك يواجه صعوبات في المنافسة، إلا أنه انتهى في المركز الأول في المجموعة التي ضمت فرنسا وهولندا وبولندا بفوز 3-2 على الهولنديين الذي كان أحد أبرز الأداءات للبطولة حتى الآن.
والأكثر إثارة للدهشة بشأن نجاح النمسا في يورو 2024 هو الطريقة التي تم بها تحقيق هذا الإنجاز. إنه يلعب نوعًا من كرة القدم المثيرة والديناميكية والمبنية على الهجوم ليست شائعة عادةً في منتخب بموهبة النمسا. يستحق رالف رانجنيك جزء كبير من الثناء على الطريقة التي قام بها بتجديد مجموعة لاعبي النمسا.
فلماذا لم يتمكن رانجنيك من تحقيق نفس النجاح خلال فترته القصيرة في مانشستر يونايتد؟ كان المدرب الألماني مسؤولاً عن الفريق كمدير مؤقت حتى نهاية الموسم 2021/22، لكنه واجه صعوبات في ترك أي انطباع على فريق انهى الموسم في المركز السادس في جدول الدوري الإنجليزي الممتاز.
لم يظهر أي من مزايا الفرق التي تجعل الفرق التي يشرف عليها رانجنيك مميزة. تحت إدارته، كان فريق مانشستر يونايتد غير قادر على التقدم من الجبهة بشكل مزمن. كان الفريق بطيئًا ومتعبًا عندما كان يمتلك الكرة. كان لدى الفرق الخصم سهولة في اللعب ضد مانشستر يونايتد الذي يديره رانجنيك.
ومقارنة هذا الأداء بالطاقة والديناميكية التي لعبت بها النمسا في يورو 2024 يمكن أن يجعل جماهير مانشستر يونايتد تشعر بالحيرة إزاء فترة رانجنيك مديرًا فاشلة في غضون ستة أشهر. من المفترض أن يبدأ الألماني عملية تجديد أسلوب لعب مانشستر يونايتد ولم يحدث ذلك أبدًا.
قد يُقال أن رانجنيك تخلف عن التكتيكات في المستوى النادي. إلا أنه في اللعبة الدولية، فلسفته لا تزال قادرة على إحداث تأثير. بعد كل شيء، لم يكن رانجنيك ذا أهمية في كرة القدم النادي لعدة سنوات. يمكن أن تكون اللعبة الدولية مجرد بيئة مناسبة له في هذه المرحلة من مسيرته المهنية. لكن بأي حال من الأحوال، لم يكن رانجنيك قادرًا على تحويل مانشستر يونايتد بنفس الطريقة التي حوَّل بها منتخب النمسا. يظهر اللاعبون في النمسا بوضوح أنهم اعتمدوا على أساليب الألماني البالغ من العمر 65 عامًا ويجنون الثمار لذلك. ربما لا يفوز فريق رانجنيك بطولة يورو 2024، لكنه يؤثر بشكل عميق على البطولة.
