رولا خلف، رئيس تحرير صحيفة Financial Times، تختار قصصها المفضلة في هذه النشرة الأسبوعية. تعاني الشركة الألمانية للتكنولوجيا المالية N26 من سنوات من الإجراءات التنظيمية بسبب ضعف ضوابط مكافحة غسيل الأموال قد تكلف الشركة مليارات اليورو، بحسب المؤسس المشارك فالنتين ستالف. جهة الرقابة المالية الألمانية BaFin أمرت البنك الإلكتروني بوقف التسجيل للعملاء الجدد بحدود 50 ألف عميل شهرياً في 2021، بينما كان يقوم في ذلك الوقت بتسجيل متوسط شهري يبلغ 170 ألف عميل. وسيتم رفع هذه الحدود اعتبارًا من يونيو.
البنك يعاني من تغريم قدره 9.2 مليون يورو لتأخره المستمر في تقديم تقارير النشاطات المشبوهة في عام 2022، بعد تغريم سابق بقيمة 4.25 مليون يورو في 2021 بسبب مشاكل مماثلة في السنوات السابقة. من المتوقع أن تصل تكلفة هذه المشاكل إلى حوالي 100 مليون يورو، مع تكاليف إضافية غير مباشرة تبلغ مليارات اليورو. يقول ستالف إن N26 كانت على الطريق الصحيح للربحية في النصف الثاني من هذا العام، وقد نصفت خسائرها في العام الماضي إلى 100 مليون يورو وسجلت زيادة قدرها 27 في المائة في الإيرادات إلى أكثر من 300 مليون يورو.
تأسست الشركة في عام 2013 وتمتلك 8 مليون عميل في 24 دولة أوروبية، ولكنها في السنوات الأخيرة قامت بتقليص بعض خطط توسعها الدولية، مغادرة المملكة المتحدة والولايات المتحدة والبرازيل. بدأت الشركة تقديم حسابات جارية وانتقلت مؤخراً إلى خدمات الوساطة وحسابات التوفير. يقول ستالف إن N26 “تعلمت الكثير خلال السنوات الأخيرة من التعاون الوثيق مع الجهة الرقابية”، وأن هذه التجربة ستكون “مفيدة لخطواتنا القادمة نحو طرح عام أولي”. قال ستالف إنه من المتوقع زيادة الإيرادات بنسبة تصل إلى 35 في المائة هذا العام.
ستالف يقول إن المعلومة المالية BaFin قد ترجع أسباب تقليص نمو الشركة وعدم تحقيقها التوسع الذي كانت تستهدفه إلى مشاكل مالية وتنظيمية ذكرت أعلاه. وبحسب تقرير من داخل الشركات المعلومة agents Reuters ، فقد قال استاف في مقال بمدونته الخاصة إن المشكلات تتفاقم عندما ننتج خدمات هذه المشاكل في العديد من الاتجاهات مثل تأخير تقارير النشاطات المشبوهة وعدم قانونيتها في الاعمال التي كانت تقوم بها الشركة وتمديد لمدة هذه الروابط في الشركة. البنكية الالكترونية الألمانية تعد واحدة من أسرع الشركات الناشئة في العالم التي حصلت على تأييد قوي من العديد من المستثمرين من جميع أنحاء العالم.
ستالف يشير الى ان بنك N26 كان على الطرق الصحيحة في العام الماضي واشار الى انه يخطط لجني الارباح هذا العام لكن يظل على قوانين جهة الرقابة الائتمانية، لذلك من المهم للبنك العمل بشكل جدي وجعل الأمور تعمل بكفاءة هذا العام. ويأمل البنك في مواصلة نموه وتحديدًا في ألمانيا وأن يجذب المستثمرين الأكبر ليقدم البنك خدماته لأعداد أكبر من العملاء. وقال ستالف إن الفوائد المستضافة التي تم تقديمها في نهاية الأسبوع كانت ضمن أقوى العوامل المحفزة على تنمية المؤسسة، وأكد أن وجود العديد من الاتفاقيات المالية المبرمة مع الجهة الرقابية في السنوات الأخيرة مفيد للغاية لأعمال الشركة التي لا تزال ضعيفة.
لذلك، يتوقع مستقبل أفضل لشركة N26 في جذب المزيد من العملاء وزيادة نسبة الربحية في الفترة القادمة، علي الرغم من تحديات الضغط التنافسية والضبابية السياسية التي تحول دائما دون تحقيق النجاح المرجو من اتمام الأعمال والعلاقات المالية. وبالنظر إلى نظرة العميل التي تعززت قبل أقل من عام، يمكن أن يكون هذا صفقة ناجحة لاهتمامات الجميع من عملاء البنك لاحتياجات الاستدامة الفردية.
