تبقى مطالعة أحدث المستجدات في صناعة السفر والترفيه أمرًا سهلًا من خلال الاشتراك في رسالة البريد الإلكتروني الخاصة بموقع myFT Digest. يُرسل هذا النشر مباشرة إلى صندوق الوارد الخاص بك، ويوفر لك المعلومات المجانية بانتظام. يعد الكاتب مؤلف كتاب “السياح: كيف ذهب البريطانيون إلى الخارج للعثور على أنفسهم”.
تعد البندقية واحدة من الأماكن التي لا يتوجه إليها أحد بحثاً عن الزحام، إلا أن الواقع يفرض وجود الزوار في كل مكان. تستقبل البندقية حاليًا حوالي 30 مليون زائر سنويًا، أي ما يعادل 40 ألف شخص يوميًا، وهي مدينة لها نحو 49 ألف نسمة. وقد تسبب الزخم الزائد للسياحة في خطر وضع البندقية على قائمة التراث العالمي في خطر. ولذلك، قرر عمدة المدينة تنفيذ نظام تذاكر مثير للجدل، حيث يتم فرض رسوم بقيمة 5 يورو على الزوار النهاريين في الأوقات والمواسم الذروية.
يسعى عمدة البندقية إلى تشجيع السياح على البقاء في المدينة ليلاً، وإلى قضاء وقت ممتع وإنفاق أموال حقيقية. الزوار النهاريين الذين يغادرون سريعًا يضعون ضغطًا على البنية التحتية الأساسية دون أن يساهموا في تكاليف إعالة المدينة. ويقول العمدة إن سيطرة الزحام قد تشجع سكان البندقية على البقاء فيها، وتضمن لها استمرارية الحياة بدلاً من أن تصبح متحفاً خالياً من الحياة. وتعمل مدن أخرى مثل أمستردام على إدارة تدفق الزوار من خلال فرض رسوم على السياح.
تظهر دراسات أن هناك تحديات تواجه توازن الزوار النهاريين واحتياجات السكان المحليين على حد سواء. ففي المملكة المتحدة، تعتبر بلدة مارغيت وجهة شهيرة للنزهات اليومية. وعلى الرغم من أن السياحة تجلب مبلغًا كبيرًا من الأموال للاقتصاد المحلي، إلا أن التحديات المتعلقة بزيادة القمامة والضغط على المرافق تثير مخاوف من ترك السياح المدر كبير للقيام بإنفاق الأموال. وفي النهاية، قرر مجلس منطقة ثانيت عدم فرض ضريبة سياحية على الزوار النهاريين، نظرًا لعدم توفر الصلاحيات اللازمة لفرض الرسوم.
تعاني السياحة دائمًا من مشكلة تتعلق بالزوار الآخرين، حيث يعتبر معظم الزوار أنفسهم متميزين وحيويين للثقافة والتجربة، بينما يرون الآخرون كالذين لا يفهمون ما هو جديد. فعلى الرغم من التحديات التي تواجه السياحة، يجب علينا أن ندرك أن الزيارات الجماعية قد تحتفظ بالأماكن الرائعة وتدمرها في الوقت نفسه. لذا من المهم أن نتوقع دفع مزيد من الرسوم للاستمتاع بعجائب العالم والحفاظ عليها سالمة في كل جوانبها.