تشير بنك العالم إلى أن أسعار الطاقة والسلع الأولية الأخرى غير محتملة أن تظل قوة تضخمية رئيسية في السنوات القادمة، مما يعطل البنوك المركزية في جهودها لخفض أسعار الفائدة. وفي تقرير نشر يوم الخميس، أشار البنك المتعدد الأطراف إلى أن انخفاض حاد في أسعار السلع على مدى السنتين الماضيتين قد توقف، حيث تشدد التوترات الجيوسياسية عروض السلع وتستمر الطلب على المعادن الصناعية وتلك المستخدمة في الانتقال إلى الطاقة.ودفع تراجع أسعار السلع العالمية 40 في المائة بين منتصف 2022 ومنتصف 2023، مع انخفاض أسعار النفط والغاز والقمح من بين تلك الانخفاض بشكل حاد. وقد ساهم ذلك في خفض التضخم العالمي حوالي 2 نقطة في هذه الفترة، وفقًا للبنك. ولكن خلال العام الماضي، فقد بدأت الأسعار في الاستقرار، وفقًا لمؤشر البنك، وهذا يضع حدًا لهذا الضغط التضخمي.
وتوقع البنك أن تنخفض أسعار السلع بنسبة لا تتجاوز 3 في المائة في عام 2024 و 4 في المائة في عام 2025. وسيجعل ذلك الأسعار نسبتها حوالي 38 في المائة أعلى مما كانت عليه في المتوسط بين عام 2015 وبداية جائحة كوفيد-19 في عام 2020. هذا التباطؤ في هبوط الأسعار لن يساعد كثيرًا في الحد من التضخم الزائد ويخلق مشكلة للبنوك المركزية التي ترغب في خفض أسعار الفائدة.
وفيما يتعلق بمعظم السلع الأولية، من المتوقع أن تنخفض أسعارها ولكن بوتيرة أبطأ، وفقًا لتوقعات البنك، أما النحاس فيتوقع أن يرتفع نظرًا للانتقال إلى الطاقة الذي يحفز الطلب على المعدن الضروري لتصنيع السيارات الكهربائية وترقية الشبكة الكهربائية. “نمو بنسب مزدوجة في الاستثمار العالمي في الطاقة”، يضيف البنك. بالإضافة إلى أن الطلب في الصين كان أكثر قوة مما كان متوقعًا، وفقًا لما أضافته التوقعات.
ويتوقع التقرير أيضًا أن تدفع التوترات في الشرق الأوسط التكلفة الذهب، المعروف باعتباره ملاذًا في الأوقات التي تشهد فيها الصراع. والبنك يتوقع أن تكون أسعار نفط برنت ستتوسط عند 84 دولارًا للبرميل هذا العام، قليلاً أعلى من متوسط العام الماضي، وستبلغ 79 دولارًا في عام 2025. وفي يوم الخميس، كان سعر برميل نفط برنت يتداول عند ما يقرب من 88 دولارًا.
ويمكن أن تكون أسعار السلع أعلى حتى إذا اندلعت صراعات في الشرق الأوسط، ومع ذلك، أضاف التقرير. تقدم هذه التوترات خصم معين، خاصة في سياق سعر النفط، وتجلب حركات أسعار دقيقة أكثر تكرارًا. ويتوقع البنك أنه إذا تصاعدت النزاعات في أسوأ السيناريوهات، فإن أسعار النفط قد تتجاوز 100 دولار للبرميل هذا العام. ويقول إن هذا الارتفاع الحاد سيدفع التضخم العالمي الكلي نحو 1 نقطة في المئة.