يعيش النساء عبر العالم تجارب مؤلمة من الألم، وعلى الرغم من ذلك، فهن أقل احتمالاً لتلقي العلاج الجيد. يلقى العديد منهن تحذيرات بأن أعراضهن غير معقولة، وأنها “كلها في رأسهن”، أو أنهن عاطفيات جداً، أو ضعيفات جداً، أو ثقيلات جداً، أو نحيفات جداً. تتلقى الكثير منهن إما علاجاً يشفيهن أو تدبيراً للأعراض على أفضل وجه. هنالك فجوة صحية بين الجنسين تعرف بـ “الفجوة الصحية بين الجنسين” تؤدي إلى تقصير في العمر مع خسائر اقتصادية كبيرة. العديد من الدراسات تظهر تفوق الرجال في الدراسات على الألم، بينما يعاني النساء من مشاكل الألم لسنوات دون تلقي العلاج المناسب. بالإضافة إلى ذلك، تعاني النساء من التشابك بين العوامل النفسية والمرضية التي تزيد من معاناتهن وعزلتهن.
توضح دراسات الألم المزمن أن 70 في المئة من المصابين بهذا النوع من الألم هم نساء، وأن الرجال أكثر احتمالاً لتلقي وصفة طبية للألم. وتظهر الدراسات أيضاً أن النساء يعانين من الألم بكثرة أكبر وبشكل أكثر شدة من الرجال. ومع ذلك، فإن 80 في المئة من الدراسات المتعلقة بالألم تجري على الرجال، مما يؤدي إلى وجود تحيز في العلاج والنتائج المستند إلى بيانات خاضعة للتحيز. يجب على الأطباء الاستماع للنساء وتحسين التعاون بين القطاعين العام والخاص من أجل بحث أفضل ودراسات سريرية أكثر تناسباً. إذا كنا نتعرف ونفهم المشكلة، فإننا نأخذ خطوة أولى نحو حلها.
تركز الفجوة الصحية بين الجنسين على المعاناة الشديدة التي يعاني منها النساء بشكل خاص، والتي تؤدي إلى عزلهن وتشويه صورتهن في المجتمع. ويعيش النساء الذين يعانون من آلام مؤلمة تجارب صعبة ومحبطة يحتاجون خلالها إلى أن يُؤخذوا على محمل الجد من قبل الآخرين. نجد أن 53 في المئة من النساء اللواتي يعانين من الألم يشعرن بأنه يجعلهن يبدين “الضعف” بينما يشعر 45 في المئة من الرجال بهذا الأمر. نحن بحاجة ماسة لتحسين رعاية الصحة للنساء منذ نقطة التشخيص. يجب علينا التصدي للمشكلة من الأساس، وهو أثناء البحوث الطبية والتجارب السريرية التي تركز عادة على المرضى الذكور وتؤدي إلى نتائج متحيزة. ومن خلال فهم النساء، يمكننا البدء في التخفيف من الواقع الصعب الذي يواجههن.
تظهر الأدلة الواضحة على تأثير الفجوة الصحية بين الجنسين، سواء من الناحية المالية أو من حيث المعاناة الإنسانية، وهو أمر صادم. إن الأطباء يجب أن يستمعوا للنساء، ويجب على القطاعين العام والخاص التعاون من أجل إجراء بحوث وتجارب سريرية أفضل تتناسب مع الفروق بين الجنسين. إذا تمكنا من الاعتراف بالمشكلة وفهمها، فإننا نأخذ خطوة أولى نحو حلها. يمكن أن تسهم الإجراءات التي تهدف إلى الإصلاح من تخفيف الآثار السلبية للفجوة الصحية بين الجنسين وتعزيز الصحة والعافية الجنسية بشكل عام.