تقدم رولا خلف، رئيسة تحرير صحيفة Financial Times، في خطابها الأسبوعي، مقتطفاتها المفضلة من القصص. وتتعلق إحدى تلك القصص بمشاكل سلسلة مطاعم Red Lobster في الولايات المتحدة بعد تقديمها خيار “الروبيان اللامنتهي” مقابل 20 دولارًا على قائمتها، مما أدى إلى خسائر بسبب استهداف عدد كبير من الزبائن، مما جعل الشركة تفكر في إعادة هيكلة ديونها بموجب فصل 11. تظهر هذه المشكلة أن العروض الثابتة التي تقدمها المطاعم بنظام البوفيه يجب أن تُفهم بطريقة سليمة لتجنب التحديات المالية.
وبالرغم من نجاح البوفيهات التي تقدم الوجبات بأسعار مرتفعة وباهظة في أماكن مثل لاس فيغاس وغيرها، إلا أن المطاعم التقليدية التي تعتمد على العروض والترويجات لجذب الزبائن في مأزق مالي وتعاني بشكل كبير من تقلبات الاقتصاد الحالي والتغيرات في عادات تناول الطعام. وهذا ما يؤكد على وجود فجوة اقتصادية بين العائدين من الطبقة الاقتصادية العليا وطبقة الدخل المنخفض التي تشعر بالضغوط المالية بشكل أكبر.
وتقدم البوفيهات التي تقدم الطعام بطريقة لا محدودة مثالًا على ما وصفته جين فريزر، الرئيسة التنفيذية لسيتي جروب، بأنه “الاقتصاد المنقسم إلى قسمين”، حيث يتمتع العملاء ذوو الدخل المرتفع بالتسوق والتناول بحرية، بينما يسعى العملاء ذوو الدخل المنخفض إلى العثور على نماذج أرخص وأكثر اقتصادًا. وتقدم هذه الفجوة الاقتصادية الفرصة لسلاسل المطاعم التي تعتمد على نموذج البوفيه على المراوغة بهذه الاتجاهات.
وعلى سبيل المثال، قد تقدم شركة Golden Corral في الولايات المتحدة الأمريكية وجبات نهاية الأسبوع بأسعار معقولة تبلغ 12.99 دولارًا، مما يسمح للزبائن بملء معدتهم بمبلغ بسيط، وان كان مستوى الجودة لا يرقى لمعايير المطاعم الفاخرة. وقد نجحت Golden Corral في تحقيق مبيعات عالية في السنوات الأخيرة وذلك بالرغم من التحديات التي فرضها وباء كوفيد-19 على قطاع المطاعم.
ويبقى لدى سلاسل المطاعم فرصة للازدهار أكثر من خلال توجيه اهتمامها نحو تخفيض التكاليف وتقديم عروض غذائية بأسعار منخفضة بدلًا من العروض البراقة وغير المستدامة التي قد تتسبب في خسائر مالية. ومع التغييرات المستمرة في أنماط استهلاك الطعام، يعد تقديم وجبات بسيطة ورخيصة فرصة مستقبلية واعدة تساهم في تلبية احتياجات الزبائن في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة.