تحدث روجلا خلف، رئيس التحرير لصحيفة الفايننشيال تايمز، عن التهديد المتزايد الذي تشكله تغيرات المناخ على صحة الأوروبيين، حيث يشهدون موجات حر قاتلة وفيضانات تنقل الأمراض وأمراض استوائية متزايدة. حيث حذرت السيدة ستيلا كيرياكيديس، المفوضة الأوروبية للصحة، من أن تأثير تغير المناخ على الصحة سيكون في مقدمة جدول أعمال السياسة في السنوات القادمة. وأشارت إلى أن الدول الأعضاء يجب أن تزيد من جهودها للتعاون في هذا المجال بعد أن تعاونت لمكافحة جائحة كوفيد-19 في 2020-2021.
وأشارت كيرياكيديس إلى أن تراجع درجات الحرارة خلال فصل الشتاء يسمح للبعوض وحاملي الأمراض الأخرى بالبقاء على قيد الحياة مما يزيد من انتشار الأمراض. وتزيد الدرجات الحرارة المرتفعة والفيضانات من انتشار الجراثيم والأمراض المنقولة بواسطة الأطعمة. وأوضحت في المقابلة أن النصف الأوروبي ما زال معرضاً لخطر العدوى، حيث حصدت جميع الحالات النشطة خلال كوفيد-19 في 2021 (2 مليار حالة) توارث 2315 حالة عدوى، مع معدل طبيعي مرتفع. وكشفت المفوضة عن أن الموتى من آثار الحرارة في أوروبا سجلوا أكثر من 60،000 حالة في 2022 بينما أدى التلوث الهوائي إلى وفاة ما يصل إلى 300،000 شخص سنويا.
وأشارت كيرياكيديس إلى أن سياسة الصحة الأوروبية أصبحت أوسع بنهاية ولايتها مقارنة ببدايتها، حيث استفادت من الاستجابة لجائحة كوفيد-19 لإنشاء “اتحاد الصحة الأوروبي”. وضمن الإجراءات التي تم اتخاذها زيادة الخدمات الخاصة بالسرطان بتقديم تمويل بقيمة 4 مليار يورو للتطعيمات والأدوات التشخيصية في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي. وتحدثت أيضا عن ضرورة مواجهة نقص الأدوية ومقاومة البكتيريا المتزايدة.
وفي ختام ولايتها دعت المفوضة الأوروبية للصحة إلى زيادة الجهود في مواجهة التحديات الصحية القادمة، وأشارت إلى ضرورة الاستعداد لما قد يأتي من تحديات صحية عالمية في المستقبل.
