تواجه الشركات تزايد تكاليف الاستهلاك المرتبطة باستثماراتها الضخمة في شرائح الدائرة المتكاملة، وهذا ما حذرت منه باركليز. تحذر باركليز من أن هذه التكاليف ستؤثر بشكل كبير على تقديرات الأرباح لكبرى الشركات التكنولوجية. وقد يؤدي التكاليف المرتبطة بالاستهلاك إلى انخفاض أسعار الأسهم المرتبطة بالذكاء الصناعي وفحص قيمتها، وفقاً لما ذكره تيد مورتونسون من بيرد.
ووفقًا لتلك التحذيرات فإن إحدى المشاكل المستترة هي أن الفرق بين متوسط عمر الدورة الحيوية لشرائح شريحة الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أطول بكثير مما يتوقعه البعض، وخاصة مع تعرض شرائح الذكاء الصناعي لدورة مستمرة من الابتكار، مما يؤدي في النهاية إلى زيادة التكاليف المرتبطة بالاستهلاك التي تؤثر في نهاية المطاف على الأرباح. وتخفض باركليز تقديرات أرباح HYPerscalers Alphabet و Amazon و Meta Platforms بنسبة تصل إلى 10% في العام المقبل.
وفي ضوء قيام الشركات التكنولوجية بإنفاق مئات المليارات من الدولارات على شرائح شريحة الرسومات GPU من مثل Nvidia، ستتكبد تكاليف الاستهلاك الهائلة خلال السنوات القادمة، لاسيما مع التحول الذي تقوم به Nvidia إلى إطلاق منتج جديد كل عام. وذكر تيد مورتونسون من بيرد أن هناك تحديات تواجه هذه الشركات، وتسبب بانخفاض قيمة الأسهم المرتبطة بالذكاء الصناعي خلال العام المقبل.
ويتوقع باركليز أن تكون قيم تكاليف الاستهلاك التي ستتكبدها الشركات في السنتين القادمتين أكبر بكثير مما تتوقعه شارع وول ستريت. على سبيل المثال، يتوقع البنك أن تسجل شركة ألفابت $28 مليارًا في تكاليف الاستهلاك في عام 2026، وهو ما يمثل 24% أكثر من التقديرات الحالية التي تبلغ $22.6 مليار. وفي حالة شركة Meta Platforms، فإن الاختلاف بين تقديرات باركليز وشارع وول ستريت هو أكبر بكثير، حيث يصل إلى 47% في عام 2026.
وبإمكان كبار مسؤولي شؤون المال في الشركات التكنولوجية استخدام طرق محاسبية مثل تمديد عمر الخدمة المفيدة لأصول الخادم من خمس سنوات إلى ست سنوات أو أكثر، لتوزيع التكاليف على فترة زمنية أطول وتقليل الضربة على الأرباح. ومع ذلك، حتى ذلك له حدود بسبب سرعة إطلاق نفيديا لشرائح شريحة الرسومات الجديدة، وهذا ما يجعل الشركات الكبرى معرضة لاستيعاب تكاليف الاستهلاك الأعلى في المستقبل.
وفي النهاية، فإن الأمر يعود إلى عائد رأس المال المستثمر في الذكاء الصناعي، حيث يقول مورتونسون: “لا توجد عوائد على رأس المال المستثمر حتى عام 2025 أو 2026.” ويعتبر أن هناك حاجة لمزيد من الشفافية بينما يسعى البورصة إلى التعرف على مدى تبرير توسع قيم الشركات التكنولوجية الكبرى.